الســاعــة
مظلومية الزهراء (ع) عند الشيعة (1)
مظلومية الزهراء (ع) عند الشيعة (2)
مظلومية الزهراء (ع) عند أهل السنة
كتب قيمة تستحق القراءة
انشودة عن التوبة رووووووووووعة
محادثة
المتواجدين الآن
اضغط هنا ( ارشيف المدونة )
-
▼
2011
(16)
-
▼
مايو
(14)
- معرفة الزهراء (عليها السلام)
- تفســـير حـــديث الكســــاء
- بمناسبة مولد الزهراء سيدة نساء العالمين عليها افضل...
- خصائص الزهراء عليها السلام
- الاختلاجات::. نقلا عن الامام الصادق علية السلام
- مَشَاكِلُ السيّدَة فَاطِمَة في دَارِ أبيها
- صرخـة الزهـراء عليها السلآم يوم القيامة
- فاطمة عليها السلام و مشية الرسول صلى الله عليه وال...
- خير العمل: برّ فاطمة عليها السلام
- ماذا فعل ابن الخطاب بالكتاب
- معرفة الزهراء (ع) :: بقلم الشيخ عبدالرضا معاش
- حقيـقة مصحف فاطمة عليها السلام
- (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا)
- قبسات من حياة الصدّيقة فاطمة الزهراء عليها السّلام
-
▼
مايو
(14)
المتابعون - انضمامك يسعدنا ويشرفنا
من انا؟..
يتم التشغيل بواسطة Blogger.
معرفة الزهراء (عليها السلام)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الوصول إلى حقائق الأشياء وإدراك ماهيتها لا يتم إلا عبر المعرفة، إذ أن المعرفة هي البوابة
الأساسية لفهم الحقائق، فالمختبرات الحديثة والمجاهر المتطورة في عالم عرف بعالم السرعة
والتطور العلمي والتكنولوجي تجزأ الذرة وتحلل الخلية لتصل إلى جزئياتها الدقيقة لتتعرف عليها. وهكذا
الأمر في سائر شؤون الحياة، فالسياسي لا يحلل حدثاً سياسياً إلا بعد أن يمتلك معلومات شبه واقعية
عن الخبر وأسبابه ونتائجه، والخبير الاقتصادي لا يقدم برنامجاً اقتصادياً ناجحاً إلا بعد دراسة دقيقة
للخزائن والثروات والواقع المعيشي وكل المعطيات حتى يتسنى له تقديم مخططاً ناجحاً، وهكذا... والكون يشكل جزءاً مهماً أساسياً من الحياة، فمن يعيش في هذا الكون لابد أن يطلع عليه وعلى الرابط
الأساسي فيه، وذلك لأن الكون قائم على مجموعة من الارتباطات العامة، وهذه الارتباطات لا تقوم إلا
على وجود رابط، والسؤال: من هو الرابط؟ فالباري عز وجل هو الرابط والمدير الأساسي ولكن خوّل
من يقوم بهذا الدور من صفوة خلقة، وفي الحديث الشريف: ( أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها)،
والصفوة هم خلفائه في الأرض، وقد قال عزوجل: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
كما جعل لجسم الإنسان مديراً وهو القلب فإذا شكت الجوارح يبدل القلب شكلها إلى قطع ويقين.
والنصوص الإسلامية تؤكد على ضرورة هذه المعرفة إذ (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها) وهذا ما
يدل أن الباري خلق خلفائه في الأرض قبل أن يخلق الأرض. وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
التعرف على (الحجة) وهو الإمام المفترض الطاعة من الضروريات، بحيث جعل من مات ولم يعرفه
مات ميتة جاهلية إذ يقول (صلى الله عليه وآله): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)
أو ميتة يهودية أو نصرانية (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات يهودياً أو نصرانياً)، وقد أوصى الإمام
محمد الباقر (عليه السلام) أحد حوارييه وهو زرارة بقراءة دعاء المعرفة وهو:
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني
رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني.
فمن دون المعرفة كيف يتسنى للإنسان أن يتأس ويقتدي بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) وقال تعالى:
(ولكم في رسول الله أسوة حسنة) فكما أن الإنسان لا يقدر أن يحب فرداً قبل معرفته هكذا لا يقدر التأسي بقدوته قبل التعرف عليه، فإن المعرفة تسبق العاطفة. وفي عالم افتقدت المرأة مصداقيتها الحقيقية والتي رسمها الباري عبر الشرائع الإلهية من خلال (التوراة والإنجيل والقرآن) صارت المرأة
غير المؤمنة تتخبط في الظلام سائرة نحو المتاهات فأمّا تجدها في مجلات الأزياء أو الحفلات الراقصة
أو الإثارة الجنسية (الحيوانية) ويغرونها بعبارات لا تخدع إلا البسطاء كثقافة الجنس والفن وما أشبه ذلك.
فعلى المرأة أن تبحث عن أصالتها وتسير خلف منهج السماء تاركة وراء ظهرها كل الإغراءات
الدنيوية، فإذا وقفت المرأة عند سيرة سيدة الكون وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)
، لتجعلها قدوة لها في سائر المجالات الحياتية والمعيشية، فهي حجة على حجج الله كما ورد عن الإمام
الحسن العسكري (عليه السلام): (كلنا حجج الله وأمنا فاطمة حجة الله علينا) ستنال االسعادة في الدنيا
والفوز في الاخرة. فالنظرة السريعة إلى حياتها وهي بنت في دار أبيها وذلك في كيفية تعاملها مع أبيها
وأمها والعكس، وإلى كونها زوجة في دار الزوجية وكيفية تعاملها مع زوجها والعكس وتحدث عنها
الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا: إذا نظرت إلى فاطمة انجلت عنِ الهموم والأحزان وكما ورد
عن الرسول: (فاطمة بهجة قلبي ونور عيني وروحي التي بين جنبي). وكانت هي الوجه الناصع للولاية
والخلافة في الأرض، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (هي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت
القرون الأولى) وهكذا تعاملها مع أبناءها كأم هذا على صعيد البيت مع قطع النظر عن بحر علمها
المستقاة من أبيها مدينة العلم وبعلها باب مدينة العلم، وبلاغتها وخطبتها في المسجد خير دليل على
ذلك، وهكذا وقوفها في محراب العبادة، وتعاملها مع مجتمعها كل ذلك بحاجة إلى معرفة أكثر وأكثر ليتسنى للمرأة المسملة أن تقتدي بها وتسير في رحابها في عالم حوّل المرأة إلى سلعة لا قيمة لها
فضيلة الشيخ / عبد الرضا معاش
الوصول إلى حقائق الأشياء وإدراك ماهيتها لا يتم إلا عبر المعرفة، إذ أن المعرفة هي البوابة
الأساسية لفهم الحقائق، فالمختبرات الحديثة والمجاهر المتطورة في عالم عرف بعالم السرعة
والتطور العلمي والتكنولوجي تجزأ الذرة وتحلل الخلية لتصل إلى جزئياتها الدقيقة لتتعرف عليها. وهكذا
الأمر في سائر شؤون الحياة، فالسياسي لا يحلل حدثاً سياسياً إلا بعد أن يمتلك معلومات شبه واقعية
عن الخبر وأسبابه ونتائجه، والخبير الاقتصادي لا يقدم برنامجاً اقتصادياً ناجحاً إلا بعد دراسة دقيقة
للخزائن والثروات والواقع المعيشي وكل المعطيات حتى يتسنى له تقديم مخططاً ناجحاً، وهكذا... والكون يشكل جزءاً مهماً أساسياً من الحياة، فمن يعيش في هذا الكون لابد أن يطلع عليه وعلى الرابط
الأساسي فيه، وذلك لأن الكون قائم على مجموعة من الارتباطات العامة، وهذه الارتباطات لا تقوم إلا
على وجود رابط، والسؤال: من هو الرابط؟ فالباري عز وجل هو الرابط والمدير الأساسي ولكن خوّل
من يقوم بهذا الدور من صفوة خلقة، وفي الحديث الشريف: ( أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها)،
والصفوة هم خلفائه في الأرض، وقد قال عزوجل: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
كما جعل لجسم الإنسان مديراً وهو القلب فإذا شكت الجوارح يبدل القلب شكلها إلى قطع ويقين.
والنصوص الإسلامية تؤكد على ضرورة هذه المعرفة إذ (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها) وهذا ما
يدل أن الباري خلق خلفائه في الأرض قبل أن يخلق الأرض. وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
التعرف على (الحجة) وهو الإمام المفترض الطاعة من الضروريات، بحيث جعل من مات ولم يعرفه
مات ميتة جاهلية إذ يقول (صلى الله عليه وآله): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)
أو ميتة يهودية أو نصرانية (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات يهودياً أو نصرانياً)، وقد أوصى الإمام
محمد الباقر (عليه السلام) أحد حوارييه وهو زرارة بقراءة دعاء المعرفة وهو:
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني
رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني.
فمن دون المعرفة كيف يتسنى للإنسان أن يتأس ويقتدي بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) وقال تعالى:
(ولكم في رسول الله أسوة حسنة) فكما أن الإنسان لا يقدر أن يحب فرداً قبل معرفته هكذا لا يقدر التأسي بقدوته قبل التعرف عليه، فإن المعرفة تسبق العاطفة. وفي عالم افتقدت المرأة مصداقيتها الحقيقية والتي رسمها الباري عبر الشرائع الإلهية من خلال (التوراة والإنجيل والقرآن) صارت المرأة
غير المؤمنة تتخبط في الظلام سائرة نحو المتاهات فأمّا تجدها في مجلات الأزياء أو الحفلات الراقصة
أو الإثارة الجنسية (الحيوانية) ويغرونها بعبارات لا تخدع إلا البسطاء كثقافة الجنس والفن وما أشبه ذلك.
فعلى المرأة أن تبحث عن أصالتها وتسير خلف منهج السماء تاركة وراء ظهرها كل الإغراءات
الدنيوية، فإذا وقفت المرأة عند سيرة سيدة الكون وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)
، لتجعلها قدوة لها في سائر المجالات الحياتية والمعيشية، فهي حجة على حجج الله كما ورد عن الإمام
الحسن العسكري (عليه السلام): (كلنا حجج الله وأمنا فاطمة حجة الله علينا) ستنال االسعادة في الدنيا
والفوز في الاخرة. فالنظرة السريعة إلى حياتها وهي بنت في دار أبيها وذلك في كيفية تعاملها مع أبيها
وأمها والعكس، وإلى كونها زوجة في دار الزوجية وكيفية تعاملها مع زوجها والعكس وتحدث عنها
الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا: إذا نظرت إلى فاطمة انجلت عنِ الهموم والأحزان وكما ورد
عن الرسول: (فاطمة بهجة قلبي ونور عيني وروحي التي بين جنبي). وكانت هي الوجه الناصع للولاية
والخلافة في الأرض، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (هي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت
القرون الأولى) وهكذا تعاملها مع أبناءها كأم هذا على صعيد البيت مع قطع النظر عن بحر علمها
المستقاة من أبيها مدينة العلم وبعلها باب مدينة العلم، وبلاغتها وخطبتها في المسجد خير دليل على
ذلك، وهكذا وقوفها في محراب العبادة، وتعاملها مع مجتمعها كل ذلك بحاجة إلى معرفة أكثر وأكثر ليتسنى للمرأة المسملة أن تقتدي بها وتسير في رحابها في عالم حوّل المرأة إلى سلعة لا قيمة لها
فضيلة الشيخ / عبد الرضا معاش

تفســـير حـــديث الكســــاء
حديث الكساء حديث صحيح متواتر مشهور تناقلته المصادر الاسلامية المعتبرة لدى الفريقين ككتب التفسير و الحديث و التاريخ .
و لا يكاد أحد يشك في صدور هذا الحديث من الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) بحق أهل بيته الطاهرين ( عليهم السَّلام ) .
حديث الكساء حديث صحيح :
قال ابن تيميَّة الحرَّاني : و أما حديث الكساء فهو صحيح رواه احمد و الترمذي من حديث ام سلمة ، و رواه مسلم في صحيحه من حديث عائشة [1] .
و هو الحديث الذي تحدَّث به النبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) في فضل أهل بيته المعصومين ( عليهم السَّلام ) ، و هم : علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء و الحسن بن علي و الحسين بن علي ( عليهم السَّلام ) .
و قد أدلى النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بهذا الحديث حينما جمع هؤلاء النخبة تحت الكساء ، ولهذا السبب سُمي هذا الحديث بحديث الكساء .
نص الحديث :
أما نص الحديث من حيث اللفظ فقد رُوِيَ بصيغٍ متعددة لكن هذه الصيغ و إن إختلفت من حيث اللفظ إلا أنها تتحد من حيث المعنى و المضمون ، فكلها تُشير الى أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أراد تطبيق آية التطهير [2] على هؤلاء النخبة ، كما أراد التأكيد على أنهم هم المقصودون من أهل البيت في الآية المباركة لا غيرهم .
و فيما يلي نذكر بعض النماذج التي روتها المصادر المعتمدة لدى علماء السنة :
1 . عن عائشة قالت : " خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) غداة و عليه مِرْط [3] مرحّل [4] من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [5] .
2 . عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) قال : لما نزلت هذه الآية على النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [6] في بيت أم سلمة ، فدعا فاطمة و حسناً و حسيناً ، و علي خلف ظهره ، فجللهم بكساء ، ثم قال : " اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيراً " .
قالت أم سلمة : و أنا معهم يا نبي الله ؟
قال : " أنت على مكانك و أنت على خير " [7] .
3 . عن أم سلمة قالت : في بيتي نزلت ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ... ﴾ [8] فأرسل رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال : " هؤلاء أهل بيتي " [9] .
4 . في صحيح مسلم بالإسناد إلى صفية بنت شيبة قالت : خرج النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) غداة و عليه مِرْط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [10] [11] .
5 . في مسند أحمد بن حنبل ، عن أم سلمة أن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فدخلت بها عليه فقال لها : إدعي زوجك و ابنيك ، قالت : فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة و هو على منامة له على دكان تحته كساء خيبري ـ قالت ـ و أنا أصلي في الحجرة ، فأنزل الله عَزَّ و جَلَّ هذه الآية : ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [12] قالت فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ، ثم أخرج يده فألوى بها السماء ثم قال :
" اللهم إن هؤلاء أهلُ بيتي و خاصتي فأًذهِب عنهم الرجسَ ، و طَهِّرهم تطهيراً ، اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهِب عنهم الرجسَ و طَهِّرهُم تطهيراً " .
قالت : فأدخلتُ رأسي البيت فقلت : و أنا معكم يا رسول الله ؟
قال : " إنك إلى خير إنك إلى خير " [13] .
و هناك أحاديث عديدة بصيغ مختلفة بهذا المضمون حول آية التطهير ذكرها العلماء في أكثر من خمسين كتابا من كتب التفسير و الحديث .
[1] منهاج السنة : 3 / 3 .
[2] ﴿ ... إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ (القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422.)
[3] المِرْط : كساء من صوف أو خزّ أو كتان يؤتزر به .
[4] مرحل : ضرب من برود اليمن .
[5] القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
[6] القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
[7] صحيح الترمذي ( كتاب تفسير القران ) : 5 / 351 ، حديث : 3105 ، و أخرجه في (كتاب المناقب باب مناقب أهل البيت ) : 5 /663 ، حديث : 3787 / طبعة : بيروت / لبنان .
[8] القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
[9] الحاكم النيسابوري : المستدرك على الصحيحين (كتاب معرفة الصحابة : 3/146 ، و قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه / طبعة : بيروت / لبنان .
[10] القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
[11] صحيح مسلم : 4 / 1883 ، حديث : 2424 ، طبعة : بيروت / لبنان .
[12] القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
[13] مسند احمد بن حنبل : 6 / 292 ، طبعة : بيروت / لبنان .
[14] القران الكريم : سورة الأحزاب ( 33 ) ، الآية : 33 ، الصفحة : 422 .
الشيخ صالح الكرباسي
هنا أيضا شرح للشيخ عبد الحميد المهاجر مقطع صوتي
http://shiavoice.com/play-x7xk4.html

بمناسبة مولد الزهراء سيدة نساء العالمين عليها افضل الصلاة و السلام نبارك لكم باطيب التهاني
بمناسبة مولد الزهراء سيدة نساء العالمين عليها افضل الصلاة و السلام نبارك لكم باطيب التهاني
غرّد البلبل يشدو في صباح المولدِ
فصفى الكون جميعاًَ لهتاف المنشدِ
ملأ الكون سرورا مولد الزهراءِ
شع فجراً فاض نورا
مولد الزهراءِ
إنّ في الزهراءنوراً ليس كالأنوارْ
بأبي تفدى و أمي بضعة المختارْ
حدثٌُ أسعد قلبي
مولد الزهراءِ
نثر الورد بدرب
مولد الزهراءِ
قدوة للكون طراً من جنان اللهْ
نزلت تحمل سراً من جلال اللهْ
أي سر كان يخفي
مولد الزهراءِ
قبس يهدي و يشفي
مولد الزهراءِ
غرّد البلبل يشدو في صباح المولدِ
فصفى الكون جميعاًَ لهتاف المنشدِ
ملأ الكون سرورا مولد الزهراءِ
شع فجراً فاض نورا
مولد الزهراءِ
إنّ في الزهراءنوراً ليس كالأنوارْ
بأبي تفدى و أمي بضعة المختارْ
حدثٌُ أسعد قلبي
مولد الزهراءِ
نثر الورد بدرب
مولد الزهراءِ
قدوة للكون طراً من جنان اللهْ
نزلت تحمل سراً من جلال اللهْ
أي سر كان يخفي
مولد الزهراءِ
قبس يهدي و يشفي
مولد الزهراءِ

خصائص الزهراء عليها السلام
السلام على فاطمة الزهراء بذكرى ولادتها الغراء
هذه جملة من الخصائص ، قد استخرجها البعض من الروايات الشريفة ، وهي تدلّ على الاُمور الغيبية في تكوينها
وفي حياتها الملكيّة والملكوتيّة ، فإنّها :
1 ـ أوّل بنت تكلّمت في بطن اُمّها.
2 ـ أوّل مولودة اُنثى سجدت لله عند ولادتها.
3 ـ اُمّ أبيها.
4 ـ شرافتها العنصريّة ، فهي الحوراء الإنسيّة.
5 ـ اشتقاق اسمها من اسم الله الفاطر سبحانه وتعالى.
6 ـ رشدها الخاصّ.
7 ـ إنّها من أصحاب الكساء (عليهم السلام).
8 ـ الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) من ولدها.
9 ـ ذرّيتها لا يدخلون النار ولا يموتون كفّاراً ، والنظر إليهم عبادة.
10 ـ لم يكن لها كفو من الرجال آدم ومن دونه إلاّ أسد الله الغالب الإمام عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام).
11 ـ هي ليلة القدر.
12 ـ فطم الخلق عن معرفتها.
13 ـ على معرفتها دارت القرون الاُولى.
14 ـ كتب اسمها على العرش.
15 ـ تحضر الوفاة لكلّ مؤمن ومؤمنة.
16 ـ لها ولادة خاصّة.
17 ـ ينفع حبّها في مئة موطن.
18 ـ نجاة شيعتها بيدها المباركة ، وتجلّي الشفاعة الفاطميّة يوم القيامة.
19 ـ زيارتها وحجّيتها على الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
20 ـ في خلقتها النوريّة تساوي النبيّ (صلى الله عليه وآله).
21 ـ إنّها مجمع النورين النبوي والعلوي.
22 ـ إنّها مفروضة الطاعة المطلقة على كلّ الخلائق.
23 ـ هي العصمة الكبرى والطهارة العظمى.
24 ـ اسمها المبارك (فاطمة) يوجب الغنى.
25 ـ هي النسلة الميمونة والمباركة.
26 ـ زواجها كان في السماء قبل الأرض.
27 ـ حديث اللوح.
28 ـ تسبيحها وآثاره.
29 ـ يفتخر الله بعبادتها على الملائكة.
30 ـ إقرار الأنبياء والأوصياء بفضلها ومحبّتها.
31 ـ يُشمّ منها رائحة الجنّة.
32 ـ الوحيدة التي قبّل النبيّ يدها.
33 ـ هدية الله لنبيّه (صلى الله عليه وآله).
34 ـ خير نساء العالمين من الأوّلين والآخرين في الدنيا والآخرة.
35 ـ تبكي الملائكة لبكائها.
36 ـ وجوب الصلاة عليها كالنبيّ وآله الأطهار (عليهم السلام).
37 ـ قرّة عين الرسول (صلى الله عليه وآله).
38 ـ ثمرة فؤاد النبيّ (صلى الله عليه وآله).
39 ـ مهرها وصداقها.
40 ـ اُمّ الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
41 ـ مصحف فاطمة (عليها السلام).
42 ـ بحر النبوّة.
43 ـ كوثر القرآن.
44 ـ شوق النبيّ للقائها وإنّه يبدأ بها بعد السفر كما يختم بها حين السفر.
45 ـ أوّل من تدخل الجنّة.
46 ـ ظلامتها.
اللهم صل على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها
هذه جملة من الخصائص ، قد استخرجها البعض من الروايات الشريفة ، وهي تدلّ على الاُمور الغيبية في تكوينها
وفي حياتها الملكيّة والملكوتيّة ، فإنّها :
1 ـ أوّل بنت تكلّمت في بطن اُمّها.
2 ـ أوّل مولودة اُنثى سجدت لله عند ولادتها.
3 ـ اُمّ أبيها.
4 ـ شرافتها العنصريّة ، فهي الحوراء الإنسيّة.
5 ـ اشتقاق اسمها من اسم الله الفاطر سبحانه وتعالى.
6 ـ رشدها الخاصّ.
7 ـ إنّها من أصحاب الكساء (عليهم السلام).
8 ـ الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) من ولدها.
9 ـ ذرّيتها لا يدخلون النار ولا يموتون كفّاراً ، والنظر إليهم عبادة.
10 ـ لم يكن لها كفو من الرجال آدم ومن دونه إلاّ أسد الله الغالب الإمام عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام).
11 ـ هي ليلة القدر.
12 ـ فطم الخلق عن معرفتها.
13 ـ على معرفتها دارت القرون الاُولى.
14 ـ كتب اسمها على العرش.
15 ـ تحضر الوفاة لكلّ مؤمن ومؤمنة.
16 ـ لها ولادة خاصّة.
17 ـ ينفع حبّها في مئة موطن.
18 ـ نجاة شيعتها بيدها المباركة ، وتجلّي الشفاعة الفاطميّة يوم القيامة.
19 ـ زيارتها وحجّيتها على الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
20 ـ في خلقتها النوريّة تساوي النبيّ (صلى الله عليه وآله).
21 ـ إنّها مجمع النورين النبوي والعلوي.
22 ـ إنّها مفروضة الطاعة المطلقة على كلّ الخلائق.
23 ـ هي العصمة الكبرى والطهارة العظمى.
24 ـ اسمها المبارك (فاطمة) يوجب الغنى.
25 ـ هي النسلة الميمونة والمباركة.
26 ـ زواجها كان في السماء قبل الأرض.
27 ـ حديث اللوح.
28 ـ تسبيحها وآثاره.
29 ـ يفتخر الله بعبادتها على الملائكة.
30 ـ إقرار الأنبياء والأوصياء بفضلها ومحبّتها.
31 ـ يُشمّ منها رائحة الجنّة.
32 ـ الوحيدة التي قبّل النبيّ يدها.
33 ـ هدية الله لنبيّه (صلى الله عليه وآله).
34 ـ خير نساء العالمين من الأوّلين والآخرين في الدنيا والآخرة.
35 ـ تبكي الملائكة لبكائها.
36 ـ وجوب الصلاة عليها كالنبيّ وآله الأطهار (عليهم السلام).
37 ـ قرّة عين الرسول (صلى الله عليه وآله).
38 ـ ثمرة فؤاد النبيّ (صلى الله عليه وآله).
39 ـ مهرها وصداقها.
40 ـ اُمّ الأئمة الأطهار (عليهم السلام).
41 ـ مصحف فاطمة (عليها السلام).
42 ـ بحر النبوّة.
43 ـ كوثر القرآن.
44 ـ شوق النبيّ للقائها وإنّه يبدأ بها بعد السفر كما يختم بها حين السفر.
45 ـ أوّل من تدخل الجنّة.
46 ـ ظلامتها.
اللهم صل على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها

الاختلاجات::. نقلا عن الامام الصادق علية السلام
الاختلاجات::. نقلا عن الامام الصادق علية السلام
السلام عليكم اخواني واخواتي زوار مدونتي هذا الموضوع مفيد وقد ييحدث لنا في حياتنا اليومية البعض يعرفها والبعض الاخر قد لا يعرفه فلهذا نقلته لكم في مدونة فاطمة الزهراء (عليها السلام) إختلاجات نقلا عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام
*روي عن الأمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام , أنه قال لعبد له : يا معلى إن الاختلاج فيه زجر وتخويف وموعظة , فقال : جعلت فداك بيّن ليّ , قال عليه السلام : إعلم أن ذلك علم اليقين لا شك ولا ريب , فقال عليه السلام أفهم اختلاجات*:
الرأس واليافوخ : إصابة ملك وشرف ومال وذكر جميل.
أم الرأس : خير ومحبة وصحة في الرأس.
ما بين الرأس واليافوخ : يصيبه خير
شق الرأس الأيمن : رزق واسع .
شق الرأس الأيسر : سفر فيه خير وفي رواية انه سرور.
الجبهة : اصابة خير وفي رواية يُخشى عليه من سلطان
الصدغ الأيمن : فرح وسرور, وفي رواية موت قريب له
الصدغ الأيسر :هم يلحقه, أو صحة جسم وقرار عين, وفي
رواية موت قريب وشفاء مريض من بيته.
الحاجب الأيمن : إصابة خير, أو يتحول مما يكره أو يسافر وفي رواية يرى من يحب
الحاجب الأيسر : إصابة فرح, وقيل حديث يغبطه أو مرض يصيبه
ما بين العين اليمنى : يصلح حاله.
جفن العين الأعلى من اليمنى : يتحدث الناس فيه بمكروه
جفن العين الأسفل من اليمنى : يتحدث الناس فيه بخير
جفن العين الأعلى من اليسرى : يتحدث الناس بما يكره
جفن العين الأسفل من اليسرى :. يلتقي بغائب وفي رواية سرور
وغبطه وفي رواية يتحدث الناس فيه بخير
مؤخرة العين اليمنى : يموت له ميت من بيته
مؤخرة العين اليسرى : يلتقي بغائب
العين اليمنى : كلها رزق يأتيه من بعض السلاطين وكرامة
العين اليسرى كلها :إصابة عز وغبطه وكرامة وسرور
العين كلها : صحة في بالجسم
جنب الأنف الأيمن :ينجو مِن شر مَن يخافه
جنب الأنف اليسر : تلقاه مضرة, وفي رواية خير ونعمه
الأنف كله : مال كثير ورفعة
الإذن اليمنى : يسمع كلاما يعجبه, يأتي ارض غير أرضه ويصيب مالا ويرجع سالما
الإذن اليسرى :قدر يصيبه ثم ينجو منه , وان امرأة تتزوج
الخد الأيسر : يأتيه داء في جسمه ومرض
الخد الأيمن : يسمع حديث شر, وفي رواية يصح جسمه ويأتيه من يحب
الشفتين : كلام ينمه
الشفة العليا : يدل على إنسان يبغضه
ألشفه السفلى: يقع في خصومة ويتكلم الناس بما يكرهه
اللسان بأسره : صحة من تعب
اللسان الأيمن : من داخل شر
اللسان الأيسر : صلاح أمره وكلامه
جانب الفم الأيمن : يجد خيرا
جانب الفم الأيسر : يسمع ما يحب
الفم كله : يعانق من يحب
جانب العنق الأيمن : يأتيه خير وسرور
جانب العنق الأيسر : إصابة خير وسعد ومال كثير
العنق كله : نعوذ بالله من ذلك الشيطان الرجيم
الجزء الثاني
*******
المنكب الأيمن : هم وحزن ومصيبة
المنكب الأيسر : يعمل عملا يكسب فيه خيرا
العضد الأيمن : مرض يصيبه وينجو منه
العضد الأيسر : فرح يأتيه
المرفق الأيمن : وجع شديد
المرفق الأيسر : فرح وسرور
الذراع الأيمن : معانقة حبيب , وفي رواية معانقة حبيبة امرأة يحبها ويدخل على السلطان وينال منه خير
الذراع الأيسر : يأتيه رزق واسع
الراحة اليمنى :يُخاصم ويُضرب , وفي رواية يدل على خصومة ويضرب بعصا أو بيد أو بسوط
الإبهام الأيمن : إصابة كرامه
الإبهام الأيسر : إصابة رفعة وفي ورواية خصومة من صديق
السبابة اليمنى : حديث سوء يسمعه.
السبابة اليسرى : يُبشر بنصر
اليد اليمنى : يصيبه خير
اليد اليسرى : يأتيه غائب
خنصر اليمنى : يأتيه رزق
خنصر اليسرى : فرح وقوة
الكف الأيمن : فرح وسرور
الكف الأيسر : فرح وسرور
الخاصرة اليمنى : أمر يقر عينه
الخاصرة اليسرى : يتزوج بمن يريد
الصدر : يعانق من يحب
الثدي الأيمن : يكثر ماله
الثدي الأيسر : علو منزلة
الفؤاد بأسره : هم وغم
السره: فرح وسرور
مابين السرة والرقبة: فرح يأتيه
الجزء الأخير
************
الذكر : يأتيه فرح وفي رواية يفعل قبيحا
البيضة اليمنى : تُقضى حوائجه
البيضه اليسرى : نكاح جديد
الجانب من المتن الأيمن : رزق حرام
الجانب من المتن الأيسر : مولود يقر عينه
ما بين السرة والعانة : جلالة وشرف
العانة كلها : مولود يسر به
الورك الأيمن: يفعل ما يحمد عليه
الورك الأيسر : هم يزول عنه
العجز الأيمن : فرح وسرور
العجز الأيسر : فرح وسرور
الآلية اليمنى : فرح يأتيه
الآلية اليسرى : يكذب عليه
الفخذ اليمن : سرور يتجدد
الفخذ الأيسر : يملك دابة
الركبة اليمنى : صحبة سلطان
الركبة اليسرى : رفعة عند ملك
الساق الأيمن : خصومة أو سفر
الساق الأيسر : رزق جديد
الكعب الأيمن :هم يزول
الكعب الأيسر : فرح وغبطه
العقب الأيمن : يلقى ما يكره
العقب الأيسر : رفعه من سلطان
ظاهر القدم الأيمن : يكره كلامه
ظاهر القدم اليسرى : يصدع حاله
باطن القدم الأيمن : مصيبة بين الناس
باطن القدم الأيسر : منزلة جديدة
إبهام الرجل اليسرى : يفعل خير
سبابة الرجل اليمنى : يتمرض ويبكِ
سبابة الرجل اليسرى : يُخاصم ويظفر
الوسطى من الرجل اليمنى : غنيمة تناله
الوسطى من الرجل اليسرى : يكثر ماله
بنصر الرجل اليمنى : فرح وقرة عين
بنصر الرجل اليسرى : كرامة في سفر
الخنصر من اليمنى : رزق واسع
الخنصر من اليسرى : يصل إليه مال
أصابع الرجل اليمنى كلها : تكبر نفسه في المعيشة
أصابع الرجل اليسرى كلها : تناله مشقة
القدم الأيمن كله : يسافر ويغنم

مَشَاكِلُ السيّدَة فَاطِمَة في دَارِ أبيها
ومن المشاكل التي عكَّرت ـ على السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) ـ حياتها أنّها ابتليت ببعض زوجات أبيها الرسول ، من اللواتي قد تكوَّنت عندهنَّ عقدة نفسية ، فكنَّ يحسدن السيدة فاطمة الزهراء على مواهبها وفضائلها ، وخاصة وأنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) كان يغمر السيدة فاطمة بألطافه ويمطر عليها عواطفه ، ويحبّها حبّاً عجيباً يهيِّج في قلوب بعض نسائه الحسد الكامن .
فقد روى شيخنا المجلسي (عليه الرحمة) في السادس من البحار ، عن كتاب الخصال ، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) منزله ، فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها ، وهي تقول : والله يا بنت خديجة ما ترين إلا أنّ لأُمُّك علينا فضلاً ، وأي فضل كان لها علينا ؟ وما هي إلاَّ كبعضنا !!
فسمع النبي مقالتها لفاطمة ، فلما رأت فاطمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بكت ، فقال : ما يبكيك يا بنت محمد ؟
قالت : ذكرت عائشة أُمّي فنقّصتها فبكيتُ .
فغضب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ثم قال : مَه يا حميراء ! فإنّ الله تبارك وتعالى باركَ في الودود الولود وإن خديجة (رحمها الله) ولدت منّي طاهراً ( وهو عبد الله ) وهو المطهّر ، ووَلدت مني القاسم ورقية وأُمّ كلثوم وزينب ، وأنت ممّن أعقم الله رَحِمها . فلم تلدي شيئاً (1) .
ولعائشة مواقف غير مشكورة تجاه السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تدل على جانب كبير من انحرافها العميق العريق المتواصل ، بحيث لم يُعهد تلك المواقف المتطرّفة من بقيّة زوجات الرسول تجاه سيّدة العالمين .
فمنها : ما ستقرأه ـ عند البحث عن فدك ـ بأنّ عائشة شهدت عند أبيها أبي بكر أنّ الأنبياء لا يورِّثون ؛ وذلك لكي تحرم السيدة فاطمة (عليها السلام) عن إرث أبيها (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .
ومنها : لمّا بلغ عائشة خبرُ وفاة الزهراء (عليها السّلام) تبسّمت !!
وسوف تقرأ أنّ السيدة فاطمة أوصت أسماء بنت عميس بعدم السماح لعائشة أن تحضر عند جنازتها ساعة الوفاة ، وهذا يدلّ على سخطها على عائشة وعدم رضاها عنها ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ( إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ) .
الخصال للشيخ الصدوق
.فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد:السيد محمّد كاظم القزويني
فقد روى شيخنا المجلسي (عليه الرحمة) في السادس من البحار ، عن كتاب الخصال ، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) منزله ، فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها ، وهي تقول : والله يا بنت خديجة ما ترين إلا أنّ لأُمُّك علينا فضلاً ، وأي فضل كان لها علينا ؟ وما هي إلاَّ كبعضنا !!
فسمع النبي مقالتها لفاطمة ، فلما رأت فاطمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بكت ، فقال : ما يبكيك يا بنت محمد ؟
قالت : ذكرت عائشة أُمّي فنقّصتها فبكيتُ .
فغضب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ثم قال : مَه يا حميراء ! فإنّ الله تبارك وتعالى باركَ في الودود الولود وإن خديجة (رحمها الله) ولدت منّي طاهراً ( وهو عبد الله ) وهو المطهّر ، ووَلدت مني القاسم ورقية وأُمّ كلثوم وزينب ، وأنت ممّن أعقم الله رَحِمها . فلم تلدي شيئاً (1) .
ولعائشة مواقف غير مشكورة تجاه السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تدل على جانب كبير من انحرافها العميق العريق المتواصل ، بحيث لم يُعهد تلك المواقف المتطرّفة من بقيّة زوجات الرسول تجاه سيّدة العالمين .
فمنها : ما ستقرأه ـ عند البحث عن فدك ـ بأنّ عائشة شهدت عند أبيها أبي بكر أنّ الأنبياء لا يورِّثون ؛ وذلك لكي تحرم السيدة فاطمة (عليها السلام) عن إرث أبيها (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .
ومنها : لمّا بلغ عائشة خبرُ وفاة الزهراء (عليها السّلام) تبسّمت !!
وسوف تقرأ أنّ السيدة فاطمة أوصت أسماء بنت عميس بعدم السماح لعائشة أن تحضر عند جنازتها ساعة الوفاة ، وهذا يدلّ على سخطها على عائشة وعدم رضاها عنها ، وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ( إنّ الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها ) .
الخصال للشيخ الصدوق
.فاطمة الزهراء (عليها السلام) من المهد إلى اللحد:السيد محمّد كاظم القزويني

صرخـة الزهـراء عليها السلآم يوم القيامة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
عن الامام الصادق سلام الله عليه انه قال :إذا كان يوما لقيامة نصب لفاطمة عليها السلام قبة من نور ويقبل الحسين عليه السلام ماشيا وراسه في يده فاذا راتها فاطمة عليه السلام شهقت شهقة عظيمة فلا يبقى في ذلك الموقف ملك ولا نبي الا وبكى لبكائها فيمثل الله الحسين في احسن صورة فيخاطب قتله وهو بلا رأس فيجمع الله قتلته والمجهزين عليه ومن شرك قي قتاله فيقتلهم أمير المؤمنين عليه السلام, ثم ينتشرون فيقتلهم الامام الحسن عليه السلام ثم ينشرون فيقتلهم الأئمة عليهم السلام ,وفي خبر اخر عن النبي صل الله عليه وآله وسلم قال : اذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة عليها السلام فيلمه من نساء اهل الجنة فيقال لها ادخلي ,فتقول لا ادخل حتى اعلم ما صنع بولدي الحسين عليه السلام فيقال لها انظري في قلب القيامة فتنظر يمينا وشمالا فترى الحسين عليه السلام وهو قائم ليس عليه راس فتصرخ صرخة عالية وتصرخ الملائكة لصرختها وتقول وا ولداه وا ثمرة فؤاداه , فيشتد غضب الله عند ذلك فيامر الله نارا اسمها هبهب قد اوقدوا عليها الفحام حتى اسودت وأظلمت لا يدخلها روح ولا يخرج منها هم ولا غم أبدا فيقال لها التقطي قتلة الحسين فتلتقطهم جميعا واحدا بعد واحد فإذا صاروا في حوصلتها صهلت بهم وصهلوا بها وشهقت بهم وشهقوا بها واشتد غضب عليهم العذاب فيقولون ربنا لم أوجبت علينا النار قبل عبده الأوثان ؟ فيأتيهم جواب عن الله إن من علم ليس كمن لا يعلم ((فذوقوا عذاب الهون بما كنتم تعلمون ))
اللهم صل على محمد وآل محمد
عن الامام الصادق سلام الله عليه انه قال :إذا كان يوما لقيامة نصب لفاطمة عليها السلام قبة من نور ويقبل الحسين عليه السلام ماشيا وراسه في يده فاذا راتها فاطمة عليه السلام شهقت شهقة عظيمة فلا يبقى في ذلك الموقف ملك ولا نبي الا وبكى لبكائها فيمثل الله الحسين في احسن صورة فيخاطب قتله وهو بلا رأس فيجمع الله قتلته والمجهزين عليه ومن شرك قي قتاله فيقتلهم أمير المؤمنين عليه السلام, ثم ينتشرون فيقتلهم الامام الحسن عليه السلام ثم ينشرون فيقتلهم الأئمة عليهم السلام ,وفي خبر اخر عن النبي صل الله عليه وآله وسلم قال : اذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة عليها السلام فيلمه من نساء اهل الجنة فيقال لها ادخلي ,فتقول لا ادخل حتى اعلم ما صنع بولدي الحسين عليه السلام فيقال لها انظري في قلب القيامة فتنظر يمينا وشمالا فترى الحسين عليه السلام وهو قائم ليس عليه راس فتصرخ صرخة عالية وتصرخ الملائكة لصرختها وتقول وا ولداه وا ثمرة فؤاداه , فيشتد غضب الله عند ذلك فيامر الله نارا اسمها هبهب قد اوقدوا عليها الفحام حتى اسودت وأظلمت لا يدخلها روح ولا يخرج منها هم ولا غم أبدا فيقال لها التقطي قتلة الحسين فتلتقطهم جميعا واحدا بعد واحد فإذا صاروا في حوصلتها صهلت بهم وصهلوا بها وشهقت بهم وشهقوا بها واشتد غضب عليهم العذاب فيقولون ربنا لم أوجبت علينا النار قبل عبده الأوثان ؟ فيأتيهم جواب عن الله إن من علم ليس كمن لا يعلم ((فذوقوا عذاب الهون بما كنتم تعلمون ))

فاطمة عليها السلام و مشية الرسول صلى الله عليه واله وسلم
فاطمة عليها السلام و مشية الرسول صلى الله عليه واله وسلم
(لاثت خمارها على رأسها وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ما تخرم مشيتها مشية أبيها رسول صلى الله عليه واله وسلم حتى دخلت على ابي بكر وهو في حشد من المهاجرين والانصار).
أول شيء نأخذه من خروجها إلى الحق وهي على هذه الحالة والصفة إن الحجاب لا يمنع المرأة أن ترفع صوتها منادية - باحقاق الحق وابطال الباطل ، ففاطمة سيدة نساء العالمين ، وهي المثل الأعلى للرجال و النساء في الأجيال وشعوب الارض كافة ، وهي التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ، لأنها معصومة ليس في حياتها خطأ ولا في قولها ولا في فعلها شطط كما اكدت ذلك في خطابها هذا حيث لا مكان للخطأ ولا للغلط ، وإلا لما كان الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها ، فكون الله عزوجل يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها
يدل على انها معصومة ، وهو حديث - بقوته وصحته وشهرته - يأخذ بأعناق الأمة إلى الأعتراف بعصمة الحوراء الانسية الصديقة الكبرى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله ولامه عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها وعلى السر المستودع فيها بصدق ليس فيه كذب ، وجد لا يشوبه لعب ، ويقين ليس فيه شك ولا ريب لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
(1) كتاب اعلموا اني فاطمة الشيخ عبد الحميد المهاجر
(لاثت خمارها على رأسها وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ما تخرم مشيتها مشية أبيها رسول صلى الله عليه واله وسلم حتى دخلت على ابي بكر وهو في حشد من المهاجرين والانصار).
أول شيء نأخذه من خروجها إلى الحق وهي على هذه الحالة والصفة إن الحجاب لا يمنع المرأة أن ترفع صوتها منادية - باحقاق الحق وابطال الباطل ، ففاطمة سيدة نساء العالمين ، وهي المثل الأعلى للرجال و النساء في الأجيال وشعوب الارض كافة ، وهي التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها ، لأنها معصومة ليس في حياتها خطأ ولا في قولها ولا في فعلها شطط كما اكدت ذلك في خطابها هذا حيث لا مكان للخطأ ولا للغلط ، وإلا لما كان الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها ، فكون الله عزوجل يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها
يدل على انها معصومة ، وهو حديث - بقوته وصحته وشهرته - يأخذ بأعناق الأمة إلى الأعتراف بعصمة الحوراء الانسية الصديقة الكبرى سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء صلوات الله ولامه عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها وعلى السر المستودع فيها بصدق ليس فيه كذب ، وجد لا يشوبه لعب ، ويقين ليس فيه شك ولا ريب لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
(1) كتاب اعلموا اني فاطمة الشيخ عبد الحميد المهاجر

خير العمل: برّ فاطمة عليها السلام
المعرفة بالحقائق تجعل القلب خاشعاً لله والدموع تجري من مخافة الله عزوجل وكلما ازداد المرء معرفة ومنزلة ازدادات نسبة الخشوع في قلبه والدموع في عينيه حتى ورد ذلك في سيرة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه واله وسلم ونفس الشيء نلمسه في حياة أبنته فاطمة الزهراء عليها السلام حيث كانت تقوم في محرابها الليل كله وتصوم النهار وتطعم الطعام وتسرع في فعل الخيرات وتدفاع عن الحق والعدل والإحسان ولا تأخذها في الله لومة لائم وهذه الظاهرة كانت طافحة في حياة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها -
وأنقل لكم على سبيل المثال النقاط التالية:
- كانت في معرفتها لله عزوجل قد بلغت قمة لا يصل إليها أحد من البشر سوى أبيها وبعلها وبنيها روحي لهم الفداء جميعاً ، فكانت إذا وقفت للصلاة ترتجف أطرافها كالسعفة إذ تلاعبها الريح ، ويشتد خوفها من الله كلما قرب وقت الصلاة الليل والسحر ، فتشهق وتبكي حتى يبكي لبكائها كل من يسمعها أو يمربدارها في وسط الليل البهيم ، على ان هذه حالة حفظها أبناؤها من بعدها ، فهذا الإمام الحسن عليه السلام حيث كان في عبادته مضرب المثل ، فقد كانت عبادته توازي عطاءه وشجاعته وإحسانه ، وكذلك القوم في الإمام المظلوم أب عبدالله الحسين عليه السلام حيث كانت عبادته محط إعجاب الملائكة والجن والإنس والطير ، فكان إذا لا يقال إنه سيفرغ من صلاته لشدة توجهه في الصلاة ، ونفس الشيء يقال في الإمام السجاد عليه السلام حيث كان صوته في القرآن حزيناً إلى درجة أن يصعق من يسمعه من المارة لأنهم لم يألفوا صوتاً حزيناً بهذا الشكل وهذه الدرجة وهذا المستوى أبداً ، ومايقال في السجاد يقال في الباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري إلى عبادة وخشوع ولدها الإمام المهدي القائم المنتظر- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-حيث ورد عنه انه في صلاته وعبادتهوخشوعه كان يجسد الإيمان كله ، ولو كان الإيمان شخصاً لكان الامام الحجة عليه السلام على أنه بالفعل الإيمان هو الإمام بذاته ألم نسمع كلام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين شيع علياً عليه السلام إلى المعركة وهو يعطيه الراية يوم الأحزاب والخندق فقال: (برز الإيمان كله إلى الشرك كله)، وهذا يجري على كل الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، إذن ففاطمة الزهراء عليها السلام كانت عرفه بالله عزوجل وهي اعبد هذه الأمة بل هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وحينما يخاطب الحق نبيه بقوله: ﴿طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ﴾ فإنما هو يبين في هذا النص القراني العظيم إن فاطمة عليها السلام كانت روح النبي وقلبه ونفسه ومهجته وبضعته لذلك كانت تقوم الليل حتى تتورم قدماها ، فقد ورد عن الإمام الحسن عليه السلام قول في هذا الخصوص : إنه رأى امه فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة الجمعة تصلي وتعبد الله وسمعها تستغفر للمؤمنين والمؤمنات خصوصاً من جيرانها وتعدهم واحداً واحداً وتذكر أسماءهم الواحد تلو الآخر ،ولما سألها عن سبب عدم دعائها لنفسها؟ قالت: الجار ثم الدار..
وفي هذا درس عظيم في التربية وسمو الذات والارتقاء إلى معارج النور والعلم والخشوع، لذلك فإن حب فاطمة ومعرفتها تتوقف على طاعتها أي أننا نطيعها فيما تأمر وتنهي لأن طاعتها هي طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه واله وسلم فهي لا تامر إلا بحق و لاتنهي إلا عن باطل وهذا هو ديني وعقيدتي ومعرفتي لسيدتي ومولاتي الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام .
من هنا كان برّها خير العمل الذي كما فسر ذلك أهل البيت عليهم السلام، فهذا ولدها جعفر الصادق عليه السلام لما سأل عن تفسير خير العمل الذي نسمعه في الأذان والإقامة قال : خير العمل بر فاطمة الزهراء عليها السلام ، فمن سعى في برها وإرضائها فقد بلغ درجة خير العمل إذ لا عمل اعظم من بر فاطمة عليها السلام وإسعادهاوطلب رضاها روحي فداها .
برّ فاطمة خيرُ العمل
سُل الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن معنى قوله: ((حي على خير العمل)) فقال: (خير العمل هو: بّر فاطمة وولدها..) أي ان العمل الذي ترضاه فاطمة وترتاح لهغنما هو خير العمل . وفاطمة لا يريحها شيء مثل الإيمان والعمل الصالح من اجل إنعاش المحرومين والمعذبين والوقوف ضد الظالمين والطغاة.. والجهر بقول الحق وكلمة الحق.. وأفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر..
كتاب اعلموا اني فاطمة للشيخ عبد الحميد المهاجر
وأنقل لكم على سبيل المثال النقاط التالية:
- كانت في معرفتها لله عزوجل قد بلغت قمة لا يصل إليها أحد من البشر سوى أبيها وبعلها وبنيها روحي لهم الفداء جميعاً ، فكانت إذا وقفت للصلاة ترتجف أطرافها كالسعفة إذ تلاعبها الريح ، ويشتد خوفها من الله كلما قرب وقت الصلاة الليل والسحر ، فتشهق وتبكي حتى يبكي لبكائها كل من يسمعها أو يمربدارها في وسط الليل البهيم ، على ان هذه حالة حفظها أبناؤها من بعدها ، فهذا الإمام الحسن عليه السلام حيث كان في عبادته مضرب المثل ، فقد كانت عبادته توازي عطاءه وشجاعته وإحسانه ، وكذلك القوم في الإمام المظلوم أب عبدالله الحسين عليه السلام حيث كانت عبادته محط إعجاب الملائكة والجن والإنس والطير ، فكان إذا لا يقال إنه سيفرغ من صلاته لشدة توجهه في الصلاة ، ونفس الشيء يقال في الإمام السجاد عليه السلام حيث كان صوته في القرآن حزيناً إلى درجة أن يصعق من يسمعه من المارة لأنهم لم يألفوا صوتاً حزيناً بهذا الشكل وهذه الدرجة وهذا المستوى أبداً ، ومايقال في السجاد يقال في الباقر والصادق والكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري إلى عبادة وخشوع ولدها الإمام المهدي القائم المنتظر- صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-حيث ورد عنه انه في صلاته وعبادتهوخشوعه كان يجسد الإيمان كله ، ولو كان الإيمان شخصاً لكان الامام الحجة عليه السلام على أنه بالفعل الإيمان هو الإمام بذاته ألم نسمع كلام رسول الله صلى الله عليه واله وسلم حين شيع علياً عليه السلام إلى المعركة وهو يعطيه الراية يوم الأحزاب والخندق فقال: (برز الإيمان كله إلى الشرك كله)، وهذا يجري على كل الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، إذن ففاطمة الزهراء عليها السلام كانت عرفه بالله عزوجل وهي اعبد هذه الأمة بل هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وحينما يخاطب الحق نبيه بقوله: ﴿طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَىٰ إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ﴾ فإنما هو يبين في هذا النص القراني العظيم إن فاطمة عليها السلام كانت روح النبي وقلبه ونفسه ومهجته وبضعته لذلك كانت تقوم الليل حتى تتورم قدماها ، فقد ورد عن الإمام الحسن عليه السلام قول في هذا الخصوص : إنه رأى امه فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة الجمعة تصلي وتعبد الله وسمعها تستغفر للمؤمنين والمؤمنات خصوصاً من جيرانها وتعدهم واحداً واحداً وتذكر أسماءهم الواحد تلو الآخر ،ولما سألها عن سبب عدم دعائها لنفسها؟ قالت: الجار ثم الدار..
وفي هذا درس عظيم في التربية وسمو الذات والارتقاء إلى معارج النور والعلم والخشوع، لذلك فإن حب فاطمة ومعرفتها تتوقف على طاعتها أي أننا نطيعها فيما تأمر وتنهي لأن طاعتها هي طاعة الله وطاعة الرسول صلى الله عليه واله وسلم فهي لا تامر إلا بحق و لاتنهي إلا عن باطل وهذا هو ديني وعقيدتي ومعرفتي لسيدتي ومولاتي الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام .
من هنا كان برّها خير العمل الذي كما فسر ذلك أهل البيت عليهم السلام، فهذا ولدها جعفر الصادق عليه السلام لما سأل عن تفسير خير العمل الذي نسمعه في الأذان والإقامة قال : خير العمل بر فاطمة الزهراء عليها السلام ، فمن سعى في برها وإرضائها فقد بلغ درجة خير العمل إذ لا عمل اعظم من بر فاطمة عليها السلام وإسعادهاوطلب رضاها روحي فداها .
برّ فاطمة خيرُ العمل
سُل الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن معنى قوله: ((حي على خير العمل)) فقال: (خير العمل هو: بّر فاطمة وولدها..) أي ان العمل الذي ترضاه فاطمة وترتاح لهغنما هو خير العمل . وفاطمة لا يريحها شيء مثل الإيمان والعمل الصالح من اجل إنعاش المحرومين والمعذبين والوقوف ضد الظالمين والطغاة.. والجهر بقول الحق وكلمة الحق.. وأفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر..
كتاب اعلموا اني فاطمة للشيخ عبد الحميد المهاجر

ماذا فعل ابن الخطاب بالكتاب
طالبت الزهراء"ع" بحقها المغتصب مراتٍ عديدة
وجُوبت بردود مختلفة
كان يجمعها المنع والإنكار
واجهت الشيخين بالمنطق والقرآن
فكان الرد بعيداً عن كتاب الله
وسنة رسوله
بل وفق آرائهم
وأهوائهم
وهاهي تتجه لأبي بكر بمنأى عن عمر
بطلب من المولى أمير المؤمنين"ع" معللاً ذلك
أن أبو بكر أرق من صاحبه
ولكن ما هي ردة فعل ابن الخطاب حينها؟!
تحدثنا صفحات التاريخ قائلة:
في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي 16/274:روى إبراهيم بن السيد الثقفي، عن إبراهيم بن ميمون قال: حدّثنا عيسى بن عبدالله بن محمد بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: جاءت فاطمة (عليها السلام) إلى أبي بكر وقالت: إن أبي أعطاني فدك، وعليٌّ وأم أيمن يشهدان.
فقال: ما كنت لتقولي على أبيك إلاّ الحق، قد أعطيتُكها، ودعى بصحيفة من أدَم فكتب لها فيها.
فخرجت فلقيت عمر، فقال: من أين جئت يا فاطمة؟
قالت (عليها السلام): جئت من عند أبي بكر، أخبرته أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أعطاني فدك وأن علياً وأم أيمن يشهدان لي بذلك، فأعطانيها، وكتب لي بها.
فأخذ عمر منها الكتاب، ثمّ رجع إلى أبي بكر فقال: أعطيت فاطمة فدك وكتبت بها لها؟
قال: نعم.
فقال: إن علياً يجر إلى نفسه وأم أيمن امرأة!! وبصق في الكتاب فمحاه وخرقه.
وفي السيرة الحلبية، تاريخ الأحمدي، يقول الحلبي: وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله أن أبا بكر كتب لها بفدك، ودخل عليه عمر فقال: ما هذا؟
فقال: كتاب كتبته لفاطمة (عليها السلام) بميراثها من أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)!
فقال: مماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى؟
ثمّ أخذ الكتاب فشقّه.
ومنها: ما رواه الشيخ المفيد في الإختصاص ص184 ، من حديث فدك: ( فقال علي عليه السلام لها: إئت أبا بكر وحده فإنه أرق من الآخر وقولي له: ادعيت مجلس أبي وأنك خليفته وجلست مجلسه ولو كانت فدك لك ثم استوهبتها منك لوجب ردها عليَّ ! فلما أتته وقالت له ذلك قال: صدقت قال: فدعا بكتاب فكتبه لها برد فدك ، فقال: فخرجت والكتاب معها ، فلقيها عمر فقال: يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك ، فقالت: كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك ، فقال: هلميه إلي ، فأبت أن تدفعه إليه فرفسها برجله! وكانت حاملة بابن اسمه المحسن فأسقطت المحسن من بطنها ثم لطمها ! فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت ! ثم أخذ الكتاب فخرقه، فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة مما ضربها عمر ، ثم قبضت).
والرواية الأخيرة صريحة واضحة بأن الزهراء"ع" لم تتعرض للضرب مرة واحدة
فلقد أُعتدي عليها وضُربت عند الهجوم على الدار
وفي هذا روايات عديدة أُشير إليها في الكثير من الكتب والواضيع
فأصبحت أشهر من نارٍ على علم
وهذه الرواية تشير إلى ضرب الزهراء"ع" مرة ثانية بعد خروجها
من مجلس أبي بكر ومعها الكتاب!!
ظلمٌ وضربٌ واشعالُ نار
مأساةٌ ابتدأت منذ الساعات الأولى
لرحيل المصطفى"ص"
وانتهت بمطاردة بقية الله الأعظم"عج"
بل هي باقية ليومنا هذا
متمثلة في قتل السادة ومن ينتسبون لآل البيت
بأبشع أنواع الظلم والتنكيل والاضطهاد
سلامٌ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيهاوالسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
نسألكم الدعاء
وجُوبت بردود مختلفة
كان يجمعها المنع والإنكار
واجهت الشيخين بالمنطق والقرآن
فكان الرد بعيداً عن كتاب الله
وسنة رسوله
بل وفق آرائهم
وأهوائهم
وهاهي تتجه لأبي بكر بمنأى عن عمر
بطلب من المولى أمير المؤمنين"ع" معللاً ذلك
أن أبو بكر أرق من صاحبه
ولكن ما هي ردة فعل ابن الخطاب حينها؟!
تحدثنا صفحات التاريخ قائلة:
في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي 16/274:روى إبراهيم بن السيد الثقفي، عن إبراهيم بن ميمون قال: حدّثنا عيسى بن عبدالله بن محمد بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، عن أبيه، عن جدّه، عن علي (عليه السلام) قال: جاءت فاطمة (عليها السلام) إلى أبي بكر وقالت: إن أبي أعطاني فدك، وعليٌّ وأم أيمن يشهدان.
فقال: ما كنت لتقولي على أبيك إلاّ الحق، قد أعطيتُكها، ودعى بصحيفة من أدَم فكتب لها فيها.
فخرجت فلقيت عمر، فقال: من أين جئت يا فاطمة؟
قالت (عليها السلام): جئت من عند أبي بكر، أخبرته أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)أعطاني فدك وأن علياً وأم أيمن يشهدان لي بذلك، فأعطانيها، وكتب لي بها.
فأخذ عمر منها الكتاب، ثمّ رجع إلى أبي بكر فقال: أعطيت فاطمة فدك وكتبت بها لها؟
قال: نعم.
فقال: إن علياً يجر إلى نفسه وأم أيمن امرأة!! وبصق في الكتاب فمحاه وخرقه.
وفي السيرة الحلبية، تاريخ الأحمدي، يقول الحلبي: وفي كلام سبط ابن الجوزي رحمه الله أن أبا بكر كتب لها بفدك، ودخل عليه عمر فقال: ما هذا؟
فقال: كتاب كتبته لفاطمة (عليها السلام) بميراثها من أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)!
فقال: مماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى؟
ثمّ أخذ الكتاب فشقّه.
ومنها: ما رواه الشيخ المفيد في الإختصاص ص184 ، من حديث فدك: ( فقال علي عليه السلام لها: إئت أبا بكر وحده فإنه أرق من الآخر وقولي له: ادعيت مجلس أبي وأنك خليفته وجلست مجلسه ولو كانت فدك لك ثم استوهبتها منك لوجب ردها عليَّ ! فلما أتته وقالت له ذلك قال: صدقت قال: فدعا بكتاب فكتبه لها برد فدك ، فقال: فخرجت والكتاب معها ، فلقيها عمر فقال: يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك ، فقالت: كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك ، فقال: هلميه إلي ، فأبت أن تدفعه إليه فرفسها برجله! وكانت حاملة بابن اسمه المحسن فأسقطت المحسن من بطنها ثم لطمها ! فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت ! ثم أخذ الكتاب فخرقه، فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوماً مريضة مما ضربها عمر ، ثم قبضت).
والرواية الأخيرة صريحة واضحة بأن الزهراء"ع" لم تتعرض للضرب مرة واحدة
فلقد أُعتدي عليها وضُربت عند الهجوم على الدار
وفي هذا روايات عديدة أُشير إليها في الكثير من الكتب والواضيع
فأصبحت أشهر من نارٍ على علم
وهذه الرواية تشير إلى ضرب الزهراء"ع" مرة ثانية بعد خروجها
من مجلس أبي بكر ومعها الكتاب!!
ظلمٌ وضربٌ واشعالُ نار
مأساةٌ ابتدأت منذ الساعات الأولى
لرحيل المصطفى"ص"
وانتهت بمطاردة بقية الله الأعظم"عج"
بل هي باقية ليومنا هذا
متمثلة في قتل السادة ومن ينتسبون لآل البيت
بأبشع أنواع الظلم والتنكيل والاضطهاد
سلامٌ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيهاوالسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
نسألكم الدعاء

معرفة الزهراء (ع) :: بقلم الشيخ عبدالرضا معاش
معرفة الزهراء (عليها السلام)
الخطيب الشيخ عبد الرضا معاش
الوصول إلى حقائق الأشياء وإدراك ماهيتها لا يتم إلا عبر المعرفة، إذ أن المعرفة هي البوابة
الأساسية لفهم الحقائق، فالمختبرات الحديثة والمجاهر المتطورة في عالم عرف بعالم السرعة
والتطور العلمي والتكنولوجي تجزأ الذرة وتحلل الخلية لتصل إلى جزئياتها الدقيقة لتتعرف عليها. وهكذا
الأمر في سائر شؤون الحياة، فالسياسي لا يحلل حدثاً سياسياً إلا بعد أن يمتلك معلومات شبه واقعية
عن الخبر وأسبابه ونتائجه، والخبير الاقتصادي لا يقدم برنامجاً اقتصادياً ناجحاً إلا بعد دراسة دقيقة
للخزائن والثروات والواقع المعيشي وكل المعطيات حتى يتسنى له تقديم مخططاً ناجحاً، وهكذا... والكون يشكل جزءاً مهماً أساسياً من الحياة، فمن يعيش في هذا الكون لابد أن يطلع عليه وعلى الرابط
الأساسي فيه، وذلك لأن الكون قائم على مجموعة من الارتباطات العامة، وهذه الارتباطات لا تقوم إلا
على وجود رابط، والسؤال: من هو الرابط؟ فالباري عز وجل هو الرابط والمدير الأساسي ولكن خوّل
من يقوم بهذا الدور من صفوة خلقة، وفي الحديث الشريف: ( أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها)،
والصفوة هم خلفائه في الأرض، وقد قال عزوجل: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
كما جعل لجسم الإنسان مديراً وهو القلب فإذا شكت الجوارح يبدل القلب شكلها إلى قطع ويقين.
والنصوص الإسلامية تؤكد على ضرورة هذه المعرفة إذ (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها) وهذا ما
يدل أن الباري خلق خلفائه في الأرض قبل أن يخلق الأرض. وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
التعرف على (الحجة) وهو الإمام المفترض الطاعة من الضروريات، بحيث جعل من مات ولم يعرفه
مات ميتة جاهلية إذ يقول (صلى الله عليه وآله): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)
أو ميتة يهودية أو نصرانية (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات يهودياً أو نصرانياً)، وقد أوصى الإمام
محمد الباقر (عليه السلام) أحد حوارييه وهو زرارة بقراءة دعاء المعرفة وهو:
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني
رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني.
فمن دون المعرفة كيف يتسنى للإنسان أن يتأس ويقتدي بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) وقال تعالى:
(ولكم في رسول الله أسوة حسنة) فكما أن الإنسان لا يقدر أن يحب فرداً قبل معرفته هكذا لا يقدر التأسي بقدوته قبل التعرف عليه، فإن المعرفة تسبق العاطفة. وفي عالم افتقدت المرأة مصداقيتها الحقيقية والتي رسمها الباري عبر الشرائع الإلهية من خلال (التوراة والإنجيل والقرآن) صارت المرأة
غير المؤمنة تتخبط في الظلام سائرة نحو المتاهات فأمّا تجدها في مجلات الأزياء أو الحفلات الراقصة
أو الإثارة الجنسية (الحيوانية) ويغرونها بعبارات لا تخدع إلا البسطاء كثقافة الجنس والفن وما أشبه ذلك.
فعلى المرأة أن تبحث عن أصالتها وتسير خلف منهج السماء تاركة وراء ظهرها كل الإغراءات
الدنيوية، فإذا وقفت المرأة عند سيرة سيدة الكون وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)
، لتجعلها قدوة لها في سائر المجالات الحياتية والمعيشية، فهي حجة على حجج الله كما ورد عن الإمام
الحسن العسكري (عليه السلام): (كلنا حجج الله وأمنا فاطمة حجة الله علينا) ستنال االسعادة في الدنيا
والفوز في الاخرة. فالنظرة السريعة إلى حياتها وهي بنت في دار أبيها وذلك في كيفية تعاملها مع أبيها
وأمها والعكس، وإلى كونها زوجة في دار الزوجية وكيفية تعاملها مع زوجها والعكس وتحدث عنها
الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا: إذا نظرت إلى فاطمة انجلت عنِ الهموم والأحزان وكما ورد
عن الرسول: (فاطمة بهجة قلبي ونور عيني وروحي التي بين جنبي). وكانت هي الوجه الناصع للولاية
والخلافة في الأرض، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (هي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت
القرون الأولى) وهكذا تعاملها مع أبناءها كأم هذا على صعيد البيت مع قطع النظر عن بحر علمها
المستقاة من أبيها مدينة العلم وبعلها باب مدينة العلم، وبلاغتها وخطبتها في المسجد خير دليل على
ذلك، وهكذا وقوفها في محراب العبادة، وتعاملها مع مجتمعها كل ذلك بحاجة إلى معرفة أكثر وأكثر ليتسنى للمرأة المسملة أن تقتدي بها وتسير في رحابها في عالم حوّل المرأة إلى سلعة لا قيمة لها
منقوووله منتدى الشيخ غبدالرضا معاش الله يحفظه
الخطيب الشيخ عبد الرضا معاش
الوصول إلى حقائق الأشياء وإدراك ماهيتها لا يتم إلا عبر المعرفة، إذ أن المعرفة هي البوابة
الأساسية لفهم الحقائق، فالمختبرات الحديثة والمجاهر المتطورة في عالم عرف بعالم السرعة
والتطور العلمي والتكنولوجي تجزأ الذرة وتحلل الخلية لتصل إلى جزئياتها الدقيقة لتتعرف عليها. وهكذا
الأمر في سائر شؤون الحياة، فالسياسي لا يحلل حدثاً سياسياً إلا بعد أن يمتلك معلومات شبه واقعية
عن الخبر وأسبابه ونتائجه، والخبير الاقتصادي لا يقدم برنامجاً اقتصادياً ناجحاً إلا بعد دراسة دقيقة
للخزائن والثروات والواقع المعيشي وكل المعطيات حتى يتسنى له تقديم مخططاً ناجحاً، وهكذا... والكون يشكل جزءاً مهماً أساسياً من الحياة، فمن يعيش في هذا الكون لابد أن يطلع عليه وعلى الرابط
الأساسي فيه، وذلك لأن الكون قائم على مجموعة من الارتباطات العامة، وهذه الارتباطات لا تقوم إلا
على وجود رابط، والسؤال: من هو الرابط؟ فالباري عز وجل هو الرابط والمدير الأساسي ولكن خوّل
من يقوم بهذا الدور من صفوة خلقة، وفي الحديث الشريف: ( أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها)،
والصفوة هم خلفائه في الأرض، وقد قال عزوجل: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
كما جعل لجسم الإنسان مديراً وهو القلب فإذا شكت الجوارح يبدل القلب شكلها إلى قطع ويقين.
والنصوص الإسلامية تؤكد على ضرورة هذه المعرفة إذ (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها) وهذا ما
يدل أن الباري خلق خلفائه في الأرض قبل أن يخلق الأرض. وجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
التعرف على (الحجة) وهو الإمام المفترض الطاعة من الضروريات، بحيث جعل من مات ولم يعرفه
مات ميتة جاهلية إذ يقول (صلى الله عليه وآله): (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)
أو ميتة يهودية أو نصرانية (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات يهودياً أو نصرانياً)، وقد أوصى الإمام
محمد الباقر (عليه السلام) أحد حوارييه وهو زرارة بقراءة دعاء المعرفة وهو:
اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني
رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني.
فمن دون المعرفة كيف يتسنى للإنسان أن يتأس ويقتدي بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) وقال تعالى:
(ولكم في رسول الله أسوة حسنة) فكما أن الإنسان لا يقدر أن يحب فرداً قبل معرفته هكذا لا يقدر التأسي بقدوته قبل التعرف عليه، فإن المعرفة تسبق العاطفة. وفي عالم افتقدت المرأة مصداقيتها الحقيقية والتي رسمها الباري عبر الشرائع الإلهية من خلال (التوراة والإنجيل والقرآن) صارت المرأة
غير المؤمنة تتخبط في الظلام سائرة نحو المتاهات فأمّا تجدها في مجلات الأزياء أو الحفلات الراقصة
أو الإثارة الجنسية (الحيوانية) ويغرونها بعبارات لا تخدع إلا البسطاء كثقافة الجنس والفن وما أشبه ذلك.
فعلى المرأة أن تبحث عن أصالتها وتسير خلف منهج السماء تاركة وراء ظهرها كل الإغراءات
الدنيوية، فإذا وقفت المرأة عند سيرة سيدة الكون وسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)
، لتجعلها قدوة لها في سائر المجالات الحياتية والمعيشية، فهي حجة على حجج الله كما ورد عن الإمام
الحسن العسكري (عليه السلام): (كلنا حجج الله وأمنا فاطمة حجة الله علينا) ستنال االسعادة في الدنيا
والفوز في الاخرة. فالنظرة السريعة إلى حياتها وهي بنت في دار أبيها وذلك في كيفية تعاملها مع أبيها
وأمها والعكس، وإلى كونها زوجة في دار الزوجية وكيفية تعاملها مع زوجها والعكس وتحدث عنها
الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قائلا: إذا نظرت إلى فاطمة انجلت عنِ الهموم والأحزان وكما ورد
عن الرسول: (فاطمة بهجة قلبي ونور عيني وروحي التي بين جنبي). وكانت هي الوجه الناصع للولاية
والخلافة في الأرض، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (هي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت
القرون الأولى) وهكذا تعاملها مع أبناءها كأم هذا على صعيد البيت مع قطع النظر عن بحر علمها
المستقاة من أبيها مدينة العلم وبعلها باب مدينة العلم، وبلاغتها وخطبتها في المسجد خير دليل على
ذلك، وهكذا وقوفها في محراب العبادة، وتعاملها مع مجتمعها كل ذلك بحاجة إلى معرفة أكثر وأكثر ليتسنى للمرأة المسملة أن تقتدي بها وتسير في رحابها في عالم حوّل المرأة إلى سلعة لا قيمة لها
منقوووله منتدى الشيخ غبدالرضا معاش الله يحفظه

حقيـقة مصحف فاطمة عليها السلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين ثم الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد صلى الله عليه وعلى آله المعصومين المنتجبين.
السّلام عليك أيتها الصدّيقة الشهيدة، السلام عليك أيتها الرضية المرضية، السلام عليك أيتها الفاضلة الزكيّة، السّلام عليك أيتها الحوراء الإنسّية، السّلام عليك أيتها التّقية النقيّة، السلام عليك أيتها المحدّثة العليمة، السلام عليك أيتها المغصوبة المظلومة، السلام عليك أيتها المضطهدة المقهورة، السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله ورحمه الله وبركاته.(بحار الأنوار ج100 ص195 رواية12 باب5).
الإمام الخميني(قده) يتحدَّث عن الزهراء عليها السلام
- الأسوة هي الزهراء سلام الله عليها(صحيفة النور ج7 ص27)
- إنّها امرأة قد ربّت في حجرتها الصغيرة وبيتها المتواضع أناساً قد انبثق نورهم من البسيطة إلى عمق الأفلاك وكان ذلك النور يتلألأ من عالم الملك إلى جانب الملكوت الأعلى صلوات الله وسلامه على هذه الحجرة المتواضعة التّي أصبحت تجلٍّ لنور العظمة الإلهيّة ومحلاً لتربية المصطفين من أولاد آدم(صحيفة النور ج16 ص125).
وفي كلمة أخرى يشير إمامنا إلى الحديث المعروف المنقول في الكافي الشريف وهو:
- الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيده عن أبي عبد الله عليه السلام قال إنَّ فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزنٌ شديدٌ على أبيها وكان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيُحسن عزاءها على أبيها و يُطيب نفسَها ويُخبرها عن أبيها ومكانِه ويُخبرها بما يكون بعدها في ذرِّيتِها وكان علي عليه السلام يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة عليه السلام(بحار الأنوار ج 22 ص545 رواية63 باب2)
ثم يُعلق الإمام(قده) على هذه الرواية فيقول:
- ظاهر الرواية هو أنّه كانت مراودة أي ذهاب وإياب كثير لجبرئيل الأمين وذلك في 75 يوماً، ولا أظنّ حدوث هذا الأمر لغير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام بحيث يتراود إليهم جبرئيل الأمين في 75 يوماً.
ثـمّ:
- إنّ كاتب الوحي للصديقة الزهراء كان أمير المؤمنين عليه السلام كما أنّه عليه السلام كان كاتب وحي رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي انتهى ذلك الوحي بارتحال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، إنّه ليس من السهل مجيءُ جبرئيل للإنسان. ولا يُتَخيل أنّ جبرئيل يأتي لكلّ أحد وأنّ هذا الأمر من الأمور الممكنة!! إنّ هذا الأمر يفتقر إلى تناسب وانسجام بين روح من يتوجه إليه جبرئيل وبين مقام جبرئيل الذي هو الروح الأعظم.
- وليس هناك فرق بين القولين سواء قلنا أنّ تنزيل جبرئيل إنّما هو بواسطة الروح الأعظم للولي أو النبي، وأنّه هو الذي ينزّل جبرئيل أم قلنا بأنّ الله سبحانه يأمره بأن يأتي ويُخبر عنه سبحانه، فعلى القولين: الأوّل الذي هو قول بعض من أهل النظر أو الثاني الذي قال به بعض أهل الظاهر، فلولا التناسب بين روح من يأتي إليه جبرئيل وبين جبرئيل نفسه الذي هو الروح الأعظم، لا يمكن هذا المعنى أعني (إتيان جبرئيل إليه) وهذا التناسب كان في الدرجة الأولى بين جبرئيل الذي هو الروح الأعظم والأنبياء وهم الرسول الأكرم محمّد صلى الله عليه وآله وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام وإبراهيم عليه السلام وأمثالهم، ولم يتحقق هذا الأمر بالنسبة إلى الآخرين، حتّى بالنسبة إلى الأئمّة عليهم السلام أنا لم أعثر على مستند يدلُّ على نزول جبرئيل عليهم بنفس المستوى الذي وصلت إليه الزهراء عليها السلام، هذا الأمر كان منحصراً بالزهراء عليها السلام لا غيرها....
- وأمّا بما يتعلّق بالمسائل التّي كان جبرئيل يبيّن لها، فربّما كانت إحدى تلك المسائل المبيّنة لها من قِبَل جبرئيل تتعلّق بما يحدث في عهدِ واحدٍ من ذريتها العظيمة أعني صاحب الأمر سلام الله عليه، ومسائل إيران كان من ضمنها، نحن لا نعلم، ربّما كان ذلك وعلى أيّ حال إننّي أرى هذه الفضيلة أسمى فضائلها (مع أنّ جميع فضائلها عظيمة) وهي الفضيلة التي لم تحصل لغير الطبقة العالية من الأنبياء عليهم السلام (لا كلّهم) وبعض الأولياء الذين كانوا في رتبة تلك الطبقة من الأنبياء. وأمّا قضيّة مراودة جبرئيل في الخمس والسبعين يوماً فلم يتحقق لأحدٍ حتّى الآن وهذه من الفضائل المختصّة بالصدّيقة سلام الله عليها(صحيفة النور ج 19 ص278).
ليـلة القـدر فاطـمة
((عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال إنا أنزلناه في ليله القدر الليلة فاطمة والقدر الله فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر و إنما سميت فاطمة لان الخلق فطموا عن معرفتها))(بحار ج43 ص65 رواية58 باب3).
أقـول:
ومن خلال هذا الحديث نستفيد أموراً كثيرةً :
فكما أن المعنى الحقيقي لليلة القدر غير معروف للخلق، كذلك الزهراء عليها السلام فهي مجهولة للخلق أجمع أعم من الناس والملائكة والجن، فهي باطن تلك الليلة المباركة ولا يعرفها إلاّ المعصومون عليهم السلام:
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}(القدر/2)
كذلك من حيث موضع قبرها فهناك ثلاثة احتمالات في ذلك فربَّما يكون القبر في البيت وربَّما في البقيع وربَّما بين المنبر. وقبر الرسول حيث ورد أنَّ هناك روضة من رياض الجنَّة، إشارةً إلى قبرها سلام الله عليها، والليلة أيضاً مردَّدةٌ بين ليالٍ ثلاث، وكما أنَّ الليل هو مظهر الستر والعفاف فهي سلام الله عليها كذلك.
والأهمّ من ذلك
أنَّه كما أنَّ ليلة القدر ظرف زماني قد احتمل كلَّ ما أنزله الله تعالى الذي كان في الكتاب المكنون في كتابه الكريم ففاطمة ظرف مكاني قد احتمل كلَّ ما أنزله الله تعالى، فهي سلام الله عليها محلِّ لتجلي الاسم الأعظم ومن هنا نسبت إلى الله تعالى مباشرةً من غير واسطة وهذا يدلُّ على خصوصيَّة في خلقها فالله الفاطرُ خلق فاطمة، وقد شرحنا هذا الأمر في كلمتنا حول الفاطر فراجع(راجع الكلمة).
ومن هنا نعرف ما ذكره الإمام الصادق عليه السلام حيث قال:
((فمن عرف فاطمة حق معرفتها فقد أدرك ليلة القدر))(بحار ج43 ص65 رواية58 باب3)
فلا يمكن إدراك تلك الليلة المباركة والوصول إلى فضائلها إلاّ بمعرفة فاطمة عليه السلام.
وفي حديث آخر في الكافي:
((الكافي أحمد بن مهران وعلى بن إبراهيم جميعا عن محمد بن على عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلام إذ أتاه رجل نصراني فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال له أخبرني عن حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين، فيها يفرق كل أمر حكيم، ما تفسيرها في الباطن؟ فقال:..... وأمّا الليلة ففاطمة عليها السلام.))(بحار ج24 ص319 رواية28 باب67).
فاطـمة محـدّثة
فعلى ضوء ما قلنا نعرف السرّ في إطلاق المحدَّثة عليها، وفي هذا المجال هناك أحاديث كثيرة دالة على أنَّ الملائكة كانت تهبط عليها من السماء وتناديها فتحدِّثهم و يحدِّثونها ، كما ورد في كتاب علل الشرائع للصدوق رضوان الله تعالى عليه:
((بإسناده حدثنا علي بن جعفر الحضرمي بمصر منذ ثلاثين سنة قال: حدثنا سليمان قال محمد بن أبي بكر لما قرأ: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قلت: وهل يحدث الملائكة إلا الأنبياء قال: إن مريم لم تكن نبية وكانت محدثة وأم موسى بن عمران كانت محدثة ولم تكن نبية وسارة امرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب ولم تكن نبية وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله كانت محدثة ولم تكن نبية))(بحار الأنوار ج43 ص79 رواية66 باب3).
أهمية المصحـف
لمعرفة أهمية مصحف الزهراء عليها السلام يكفي التأمُّل في الحديث التالي المنقول في كتاب الكافي الشريف للكليني رضوان الله تعالى عليه:
((أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبد الله عليه السلام بعض أصحابنا عن الجفر، فقال: هو جلد ثور مملوء علماً، فقال له: ما الجامعة؟ قال: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً، في عرض الأديم، مثل فخذ الفالج، فيها كل ما يحتاج الناس إليه، وليس من قضيَّة إلا وفيها، حتى أرش الخدش، قال له: فمصحف فاطمة، فسكت طويلاً، ثم قال: إنكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون، إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً، وقد كان دخلها حزنٌ شديد على أبيها، وكان جبرئيل يأتيها، فيُحسن عزاءَها على أبيها، ويُطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانِه، ويخُبرها بما يكون بعدها في ذريتها، وكان عليّ عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة))(بحار الأنوار ج26 ص41 رواية72 باب1).
أقــــول:
إنَّ الإمام الصادق عليه السلام يمهِّد لحماد بن عثمان، ليسأل عن مصحف فاطمة عليها السلام، فهو سأل عن حقيقة المصحف، بعد ما سمع بعض الشيء عن الجفر والجامعة، وتلاحظ أنَّه عليه السلام في بيان الجفر قال ((جلد ثور مملوء علماً)) ومن الواضح أنَّ الإتيان بالنكرة المنوَّنة، أعني ((علماً)) يدلّ على عظمة ذلك العلم، كما أنَّ كلمة تلك في قوله عليه السلام عندما سأل عن الجامعة ((تلك صحيفة طولها سبعون)) مع أنَّ الجامعة فيها كلُّ ما يحتاج إليها الناس، حتى أنَّها تشتمل على جميع الأحكام الشرعية، بل جميع القضايا ((وليست من قضية إلا وفيها)) حتى أرش الخدش.
ولـكن
بمجرد أن سأل عن مصحف الزهراء، واجه موقفاً غريباً من الإمام عليه السلام حيث ((سكت طويلاً)) وهذا السكوت، إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على عظمة الأمر وأهميته ((ثم قال: إنكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون)) وعندما يجيب عليه السلام عن سؤال الراوي، يبيِّن له الأمر بنحوٍ مجمل لأنَّه وغيره من الناس لا يمكنهم تحمُّل حقيقة المصحف.
نزول المــلَك
الأرضية التي من أجلها جاء الملَك ولإن جاء في بعض الأخبار (إملاء رسول الله و خط علي) فالظاهر أنَّ المقصود من رسول الله هو جبرئيل الأمين جمعاً بينه وبين الأخبار الكثيرة الأخرى، وقد أطلقت كلمة الرسول على جبرئيل في القرآن الكريم و في الأحاديث الشريفة قال تعالى {قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا}(مريم18،19) ولهذا لم تأتي حرف (ص) المختصَّة برسول الله في تلك الرواية، والجدير بالذكر ما ورد في نفس الرواية {و خلفت فاطمة عليها السلام مصحفاً ما هو قرآن ولكنه كلام من كلام الله أنزله عليها إملاء رسول الله وخط على عليه السلام} (راجع البحار ج26 ص41 رواية73 باب1)، أعني الروح الأمين إلى الصديقة فاطمة سلام الله عليها، وحدَّثها، هي شدَّة حزنها على أبيها، صلوات الله وسلامه عليه.
فقد ورد في حديث الكافي:
((..عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إنَّ فاطمة عليها السلام مكثت بعد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلّم، خمسة وسبعين يوما، وكان دخلها حزنٌ شديدٌ على أبيها..)) (بحار الأنوار ج22 ص545 رواية63 باب2).
وفي حديث بصائر الدرجات:
((إن الله تباك وتعالى لما قبض نبيه، صلى الله عليه وآله وسلم، دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل إليها ملكا..))
وكان حزنها من وفاة أبيها، قد وصل إلى غايةٍ من الشدَّة، بحيث لا يعلمه إلاّ الله عزَّ وجلَّ.
من هنا يمكننا معرفة عمق معاني كثير من الأحاديث التي وردت في شأنها، وفي شأن أبيها، صلوات الله وسلامه عليهما، وأيضاً في العلاقة المتواجدة بين الأب والبنت، وبينهما وبين الله.
فمنها ما روى العلامّة المجلسي:
((قال: خرج النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، وهو آخذ بيد فاطمة، عليها السلام، فقال: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها، فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة مني، وهي قلبي، وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله))(بحار الأنوار ج34 ص54).
وفي الحديث المنقول:
((عن جعفر بن محمد، عليهما السلام، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله ليغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها))(بحار الأنوار ج34 ص54).
((وعنه عليه السلام، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: إن فاطمة شجنة مني، يسخطني ما أسخطها، ويرضيني ما أرضاها))(بحار الأنوار ج34 ص54).
أقـــــــــــــول:
هذه العلاقة القويمة، قد انـثلمت بعد وفاة الرسول الأكرم، صلى الله عليه وآله وسلم، على مستوى عالم المُلك والدنيا، ففقدانه، صلوات الله عليه للزهراء، سلام الله عليها، يعني فقدان كلِّ شيء، فمن الطبيعي أن يشتدُّ حزنها، بحيث لا يعلمه إلاّ الله.
فماذا حصل بعد الحزن؟
الأحاديث تدلُّ على أنَّ جبرئيل كان يأتيها، كما في حديث الكافي، وفي الحديث المنقول عن بصائر الدرجات ورد:
((دخل على فاطمة من وفاته، من الحزن ما لا يعلمه إلا الله، عز وجل فأرسل إليها ملكا..)).
ولا يخفى عليك، ما يستفاد من كلمة الفاء، في فأرسل إليها مَلكاً، حيث تدلُّ على أنَّ الملك إنَّما أُرسل إليها، فلأجلِ حُزنها على أبيها، وحيث أنَّ الحزن لم يكن منقطعاً، بل كان مستمرّاً طوال خمسة وسبعين يوماً، فكان جبرئيل يتراود إليها بنحو مستمرِّ، كما في حديث الكافي الذي مرّ.
((مكثت بعد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلّم، خمسة وسبعين يوما، وكان دخلها حزنٌ شديدٌ على أبيها، وكان جبرئيل، عليه السلام، يأتيها، فيُحسن عزاءها على أبيها، ويُطيب نفسَها، ويُخبرها عن أبيها، ومكانِه، ويُخبرها بما يكون بعدها في ذرِّيتِها))(بحار الأنوار ج22 ص545 رواية63 باب2)
تأمّل في كلام الإمام الخميني قدس سرُّه حيث شرح الرواية بقوله:
"ظاهر الرواية هو، أنّه كانت مراودة، أي ذهاب وإياب كثير، لجبرئيل الأمين وذلك فى خمس وسبعين يوماً، ولا أظنّ حدوث هذا الأمر، لغير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام، بحيث يتراود إليهم جبرئيل الأمين في خمس وسبعين يوماً".
لذلك، نشاهد الإمام عليه السلام، قد استخدم الأفعال المضارعة، الدالة على الاستمرار، وهي (يأتيها فيُحسن...ويُطيب ... يُخبرها)
مهمة جبرئيل الأمين عليه السلام
كانت مهمَّة المَلك المرسل إليها هي:
1- أن يحسن عزاء الزهراء، عليها السلام، على أبيها وليسلِّي عنها غمَّها.
2- أن يطيب نفسها عليها السلام.
3- أن يخبرها عن منـزلة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وشأنه الرفيع، ومقامه العلي، ومكانته العظيمة عند الله عزَّ وجلَّ.
4- أن يخبرها عليها السلام عمّا يكون بعدها في ذرِّيتها.
وفي الحقيقة، الذي يُسلِّي غمَّ الزهراء ويطيب نفسها، هو الله سبحانه وتعالى وهو الذي يتأذَى لأذاها، كما يتأذَّى لأذى رسوله، لأنَّ هناك سرّاً مستودعاً فيهما، لا يعلمه إلاّ الله سبحانه وتعالى، والأئمة المعصومون، عليهم السلام، وفي الحديث:
((وخلفت فاطمة عليها السلام مصحفاً، ما هو قرآن، ولكنه كلام من كلام الله، أنزله عليها، إملاء رسول الله، وخط على عليه السلام))(بحار الأنوار ج26 ص41 رواية73 باب1)
ولذا سمِّيت فاطمة، فهي مظهر فاطر السموات والأرض(راجع كلمتنا حول وجه تسمية فاطمة.) وحيث أن الملك المرسل من قبَله تعالى يحدِّثها، سمِّيت المحدَّثة، كما مرَّ أنه كان يخبرها عمّا سيحدث بعدها في ذريّتها من المصائب والبلايا، والأهم من ذلك ما ستكتسبها الذرية، من انتصارات عظيمة، ونجاح كبير في عصر الغيبة، ومن ثمّ ظهور ابنها المهدي المنتظر، عجلّ الله تعالى فرجه الشريف، كما أشار إلى ذلك الإمام قدَّس الله نفسه في بعضِ خُطبه.
عليٌّ عليه السلام كاتبُ المصحـف
المستفاد من الأحاديث الشريفة التي مرَّ ذكرها أنَّ الزهراء، سلام الله عليها، كانت تحسُّ بالملك، وتسمع صوته، ولم تكن تشاهده، فبمجرَّد أن حصل ذلك، شكت إلى أمير المؤمنين عليٍ، عليه السلام، حيث لم تكن تتوقَّع هذا الأمر بهذه الصورة المستمرَّة.
ويستفاد أيضاً، أنَّ الذي اكتشف بالفعل، أنَّ المُحدِّث مع الزهراء عليها السلام هو جبرئيل الأمين، هو أمير المؤمنين عليه السلام كيف وهو الذي كان يلازم رسول الله في جميع حالاته فكان مأنوساً بصوت جبرئيل.
فهو سلام الله عليه، كان صاحب فكرة كتابة المصحف، حيث يسمع صوت روح الأمين، فيكتب كلما يسمعه، إلى أن اجتمع في مصحف متكامل، وهو مصحف الزهراء عليها السلام.
ولا يخفى عليك ، أنّه ليس من السهل كتابة ما يلقيه جبرئيل، بل كان ذلك ضمن العلوم الخاصَّة الإلهيَّة التي امتاز بها أمير المؤمنين، عليه السلام، فهو الذي كتب من قبل ما أملاه رسول الله عليه، وهو الذي جمعَ القرآن الكريم في المصحف الشريف كما هو ثابت في محلِّه.
محتـوى المصحـف
إنَّ المصحف يشتمل على أمورٍ كثيرةٍ تتلخص في كلمة واحدة وهي:
استيعابه لجميع الحوادث الخطيرة الآتية، خصوصاً ما سيواجه ذريتُها، من المصائب والبلايا، وأيضاً الانتصارات، ويشتمل على أسماء جميع الملوك والحكّام إلى يوم القيامة، كما ورد في الحديث:
((ما من نبي و لا وصي ولا ملك إلا وفي مصحف فاطمة))(بحار الأنوار ج47 ص32 رواية29 باب4).
ويحتوى على أمور ترجع إلى شخص رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، وأيضاً يشتمل على وصيتها سلام الله عليها.
((ابن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس عن رجل عن سليمان بن خالد قال : قال أبو عبد الله عليه السلام.. فإن فيه وصية فاطمة عليها السلام..))(بحار الأنوار ج26 ص43 رواية76 باب1).
ومن الطبيعي أنَّ الوصيَّة تشتمل على أمورٍ خاصَّة، تتعلَّق بحزنها عليها السلام، وبالمصائب الواردة عليها، من أعدائها، ليُنفِّذها ابنها الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر، عجَّل الله تعالى فرجه الشريف، لأنَّه هو الإمام مبسوط اليد، الذي به يملأ الله الأرض قسطاً وعدلاً، كما مُلئت ظلماً وجوراً.
الأئِّمَّة عليهم السلام ومصحف فاطمة
كان الإمام الصادق عليه السلام، يؤكِّد دائماً على علوم أهل البيت عليهم السلام، ففي الحديث أنَّه كان يقول "أنَّ علمهم عليهم السلام غابر ومزبور ونكتٌ في القلوب ونقر في الأسماع" وأنَّهم يمتلكون "الجفر الأحمر، والجفر الأبيض، ومصحف فاطمة، والجامعة" فهم عليهم السلام رغم ارتباطهم وسماعهم صوت الملائكة ورغم تبعيّتهم لمصحف الإمام عليٍّ الذي هو الجامعة المشتملة على جميع الأحكام حتى أرش الخدش، ورغم معرفتهم بعلم الجفر الذي يشتمل على "علم ما يحتاج إليها الناس إلى يوم القيامة من حلال و حرام" إلاّ أنَّهم كانوا يعتمدون في فهم الحوادث الخطيرة على مصحف فاطمة عليها السلام كما ورد في الحديث "فنحن نتبع ما فيها فلا نعدوها" حيث يشتمل على الحوادث الخارجية جميعاً. وأيضاً أسماء الملوك إلى يوم القيامة، ففي الحديث:
((سئل عن محمد بن عبد الله بن الحسن فقال عليه السلام: ما من نبي ولا وصى ولا ملك إلاّ وهو في كتاب عندي. يعنى مصحف فاطمة، والله ما لمحمد بن عبدالله فيه اسم))(بحار الأنوار ج47 ص32 رواية29 باب4).
وفي حديثٍ آخر:
((عن الوليد بن صبيح قال: قال لي أبوعبد الله عليه السلام، يا وليد إنّي نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام، فلم أجد لبني فلان فيها إلاّ كغبار النعل))(بحار الأنوار ج26 ص48 رواية91 باب1).
وعند التأمُّل في جملة إنِّي نظرتُ نعرف أنَّهم عليهم السلام كانوا يدقِّقون النظر في مصحف أمهم فاطمة عليها السلام، عند طروِّ حادثة من الحوادث المهمَّة، أو ظهور من يدَّعي المُلك وإمامة المسلمين، بل قد وصل المصحف إلى مستوى من الرفعة والسموّ بحيث صار مصدر سرورهم واستبشارهم، كما يستفاد من جملة قرت عينه في الحديث التالي:
((عن فضيل بن عثمان عن الحذاء قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام يا أبا عبيدة كان عنده سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودرعه ورايتُه المغلبة ومصحف فاطمة عليها السلام قرَّتْ عينُه))(بحار الأنوار ج26 ص211 رواية22 باب16).
هل مصـحف فاطمة هو القرآن؟
إنَّ الكثير من الناس كانوا ولا زالوا يتصوَّرون أنَّ المصحف يشتمل على الآيات القرآنية الشريفة، أو أنَّ هناك قرآناً آخر عند الشيعة، كما يزعم بعضُ الجُهالُ من العامَّة.
ولكنَّ الواقع هو خلاف ذلك، فإنَّ المصحف لا يشتمل حتى على آية واحدة من آيات القرآن الكريم، كما هو المستفاد من الأحاديث الكثيرة ،كما أنَّه ليس من قبيل القرآن ولا يشبهه من ناحية المحتوى أصلاً، فهو من مقولةٍ أخرى، فأحاديثنا صريحةٌ في ذلك فقد ورد في حديث:
((...عن على بن سعيد عن أبي عبد الله عليه السلام... ما فيه آيةٌ من القرآن))(بحار الأنوار ج26 ص42 رواية74 باب1).
وفي أحاديث أخر:
- ((...عن على بن الحسين عن أبى عبد الله عليه السلام .. عندنا مصحف فاطمة، أما والله ما فيه حرفٌ من القرآن))(بحار الأنوار ج26 ص46 رواية84 باب1).
- ((عبد الله بن جعفر عن موسى بن جعفر عن الوشاء عن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مصحف فاطمة عليها السلام ما فيه شيء من كتاب الله..))(بحار الأنوار ج26 ص48 رواية89 باب1).
- ((عن عنبسة بن مصعب قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام.. ومصحف فاطمة أما والله ما أزعم أنه قرآن))(بحار الأنوار ج26 ص33 رواية50 باب1).
عند ملاحظة الأحاديث تعرف أنَّ الشبهة كانت منتشرة في عصر الأئمة عليهم السلام، ولهذا نراهم يستنكرون بكلِّ حزم وجدّ، ويتوسَّلون بالقسم لنفي ذلك، غير أنَّ هناك حديثا يدلّ على أنّ المصحف:
((فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات))(بحار الأنوار ج26 ص38 رواية70 باب).
والظاهر أنّ المقصود هو من ناحية الكميّة وحجم المعلومات، لا من حيث المحتوى. ثمَّ لا يخفى عليك ما في كلمة قرآنكم من معانٍ فتأمَّل جيِّداً.
وأيضـاً:
المستفاد من أحاديث كثيرة أنَّ مصحف الزهراء عليها السلام ليس فيه شيء من الحلال والحرام أصلاً، ومن تلك الأحاديث قوله عليه السلام: ((أما إنَّه ليس من الحلال والحرام))(بحار الأنوار ج26 ص44 رواية77 باب1).
علامـات الإمـام
هناك علائم ذكرت كدليل لإمامة الإمام عليه السلام تتلخَّص في الأمور التالية:
- صحيفة فيها أسماء شيعتهم إلى يوم القيامة.
- صحيفة فيها أسماء أعدائهم إلى يوم القيامة.
- تكون عنده الجامعة، وهي مصحف عليٍّ عليه السلام.
- يكون عنده الجفر الأكبر والأصفر.
- يكون عنده مصحف فاطمة عليها السلام.
من خلال ذلك نعرف أنَّ مصحف فاطمة عليها السلام مع صِغر حجمه، يشتمل على رموز كثيرة ومحاسبات دقيقة، يمكن من خلال تلك المحاسبات الوصول إلى الحقائق، فهو كعلم الجفر الذي هو علم الحروف والأعداد.
وأمّا مصحف عليٍّ عليه السلام فيختلف تماماً، ولأهميته نفرد له عنواناً مستقلاً فنقول:
مصحـف علـيٍّ عليه السلام(الجامعة)
إنَّ هناك أحاديث تبيِّن مصحفاً آخر، هو مصحف عليٍّ عليه السلام ومن تلك الأحاديث:
((محمد بن عيسى عن الأهوازي عن فضالة عن قاسم بن بريد عن محمد عن أحدهما عليهما السلام قال: إن عندنا صحيفة من كتاب على عليه السلام، أو مصحف على عليه السلام طولها سبعون ذراعاً))(بحار الأنوار ج26 ص33 رواية50 باب1).
وعند استقراء الأخبار الواردة في هذا الباب نصل إلى النتيجة الآتية وهي أنَّ:
مصحف عليٍ عليه السلام هو نفس الجامعة المذكورة في الأحاديث السابقة، وهي الصحيفة التي طولها سبعون ذراعاً، وفيها كلُّ ما يحتاج إليها الناس.
وهذا المصحف يمتاز بالأمور التالية:
1- أنَّه بإملاء رسول الله محمَّد صلى الله عليه وآله وسلم، وخطِّ عليٍ عليه السلام بيده المباركة:
((إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط على عليه السلام))(بحار الأنوار ج26 ص48 رواية90 باب1).
2- يحتوى على جميع الأحكام من الحلال والحرام، وأحكام الإرث والحدود، وفي هذا المجال وردت أحاديث كثيرة إليك بعض المقاطع منها:
((فيها الحلال والحرام والفرائض))(بحار الأنوار ج26 ص23 رواية16 باب1)، ((كلُّ شيء حتى أرش الخدش))(بحار الأنوار ج26 ص48 رواية90 باب1)، ((فيها كل ما يُحتاج إليه حتى أرش الخدش، والظِفْر))(بحار الأنوار ج26 ص41 رواية73 باب1)، ((حتى أن فيه أرش الخدش، والجلدة، ونصف الجلدة))(بحار الأنوار ج26 ص18 رواية1 باب1)((وليست من قضية إلا وفيها)). وقد ذكر الإمام الصادق عليه السلام نموذجاً، من الأحكام الواردة في مصحف عليٍّ عليه السلام حيث قال: ((فيه أنَّ النساء ليس لهن من عقار الرجل إذا هو توفَّى عنها شيء))(بحار الأنوار ج104 ص352 رواية9 باب7).
3- الأحكام المذكورة في الجامعة صريحة واضحة غير مبهمة، بخلاف مصحف الزهراء، فإنَّها رموز علمية لا تُعرف إلاّ بالتأمُّل والنظر كما مرَّ، ولذلك صار طول الجامعة سبعون ذراعاً، وربَّما هو إشارة إلى مدى سعتها، بحيث أنها وضعت في بيتٍ كبيرٍ، كما يصرِّح بذلك حديث حمران بن أعين:
((عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أشار إلى بيتٍ كبير، وقال: يا حمران إنَّ في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعا، بخط عليِّ عليه السلام، وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله، لو ولينا الناس لحكمنا بما أنزل الله، لم نعدُ ما في هذه الصحيفة))(بحار الأنوار ج26 ص22 رواية12 باب1).
4- الجامعة كانت تُلَفُّ، وكانت من السُمك وكأنَّها فخذ فالج.
فما هو المقصود من فخذ الفالج؟
هناك احتمالان:
ألف: أنَّ الجامعة كانت ضخمة للغاية وكأنَّها فخذ الفالج، وهو على ما بيَّنه اللغويون الجملُ الضخمُ ذو السنامين يُحمل من السند للفحل. وربَّما يُقوِّي هذا الاحتمال وجود الصحيفة في بيت كبير، وأنَّ طولها سبعون ذراعاً، وغير ذلك من الشواهد المؤيِّدة، وإن كانت هناك شواهد أخرى تُضَعِّف هذا الاحتمال، ومنها أنَّهم عليهم السلام، كانوا يحملونها وهي مطويَّة كما ورد في الحديث الآتي:
((محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن الحسين عن أبي مخلد عن عبد الملك قال: دعا أبو جعفر بكتاب علي فجاء به جعفر، مثل فخذ الرجل مطويّ))(بحار الأنوار ج104 ص352 رواية9 باب7).
فما هو الرجل؟ هل هو بكسر الراء أو بفتحها؟ إذا كان بفتحها، فيكون المراد من الفالج الاحتمال الثاني وهو:
ب: المبتلى بالفَالج، كما ذكر اللغويون في معنى الكلمة فقالوا:
الفالج بكسر اللام، استرخاء عام لأحد شقِّي البدن طولا من الرأس إلى القدم.
فحينئذٍ قد استعمل اسم الفاعل أعنى الفالج وقُصد منه اسم المفعول، وهو المفلوج، وهذا النوع من الاستعمال متداول بكثرة في اللغة العربيَّة، وعليه تكون الصحيفة حين اللف صغيرة كفخذ الفالج، وذلك لرقَّة الجلد الذي كُتبت فيه.
وهنا سوف يثار سؤال ينبغي الإجابة عليه وهو: لماذا خُصِّص له بيتٌ كبير؟
وفي الجواب أقول:
أوَّلاً: هذا الإشكال يرد حتَّى على الاحتمال الأوَّل، لأنَّ فخذ الجمل مهما كبُر لا يستوعب بيتاً.
ثانياً: ربَّما كان أئمتنا عليهم السلام يفتحون الجامعة وينشرونها في ذلك البيت حفاظاً عليها من التلف، وشاهد ذلك الحديث التالي:
((أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر قال: أخرج إلي أبو جعفر عليه السلام صحيفةً فيها الحلال والحرام والفرائض، قلت: ما هذه؟ قال: هذه إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم، وخطَّهُ عليٌّ عليه السلام بيده، قال: قلت: فما تُبلى! قال فما يُبليها قلت: وما تُدرسُ قال وما يُدرِسُها، قال هي الجامعة أو من الجامعة))(بحار الأنوار ج26 ص23 رواية16 باب1).
تلاحظ أنَّ أبا بصير يسأل عن أنَّ الصحيفة هل تتلف وتنمحي، وهذا السؤال يُدّلُّنا على أنَّ هذا الأمرَ كان مُحتملاً، حيث أنَّ الصحيفة كانت مكتوبة على أديم، كما في حديث ابن رئاب:
((عن أبي عبيدة قال : سأل أبا عبد الله عليه السلام بعض أصحابنا عن الجفر فقال: هو جلد ثور مملوء علماً فقال له: ما الجامعة؟ قال: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً، في عرض الأديم مثل فخذ الفالج))(بحار الأنوار ج26 ص41 رواية72 باب1).
يقول العلاّمة المجلسي:
"الأديم الجلد أو أحمرُه أو مدْبُوغة"(بحار الأنوار ج26 ص22 رواية9 باب1)
وجاء في الحديث حول الجفر: ((عندنا الجفر، وهو أديم عكاظي قد كُتب فيه))(بحار الأنوار ج26 ص48 رواية90 باب1).
وهو شاهد على ما قاله اللغويون من أنَّ الأديم هو الجلد، فكانوا يكتبون على الجلود، ومن الواضح أنَّ الجلد لو أصابته حرارة شديدة يلتصق بعضه ببعضٍ فيتلف، إلاّ أن يُنشر.
5- إنَّ في مصحف علي عليه السلام ما أنزل الله من الأحكام والقضايا، كما في حديث حمران:
((لو ولِّينا الناس لحكمنا بما أنزل اله ، لم نعدُ ما في هذه الصحيفة))(بحار الأنوار ج26 ص22).
وفي الختام نبتهل إلى الباري جلَّ شأنه ونتضرَّع إليه وندعوه ليُعجِّل في فرج قرة أعيننا الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر روحي لتراب مقدمه الفداء، وأن يجعلنا من أنصاره والذابين عنه والمستشهدين بين يديه الآخذين بثأر الصدِّيقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها أفضل صلوات الله وملائكته، وثأر ابنها سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام.
والحمد لله ربِّ العالمين
20ربيع الثاني 1418الموافق 24 أغسطس 1997
